تناسخ
يحدث
أن تبتلع السماء قلبي
و تتقيأه
على هيئة ( سنجار ) ؛
و تزفر أحزانها
فتولد روحي
مثل سرب طفولة
يجوب سفوح ( كرسي )
و يحطُ
على ضريح ( شيبل القاسم )
ليمسح
عن جدائل الفتيات
وجع الفقدان .
يغرِّد السرب
فتصيح أشجار الزيتون
بكل خضرتها ،
لتعلن قيامة ( يزدا ) ،
و يختبئُ الربيع بظله
خوفا من ضجيج الغزاة ،
و هم يرشقون الله
بالدم
و السبايا ..
أتشكَّلُ بالتناسخ
على هيئة ملاكٍ ؛
كلما فتحت يدي
يورق نور ( لالش ) ،
لأجوب به مقابر ( كوجو )
و أنزل عند خنادق الأبطال
في ( كر زرك ) ،
لأعزف بلحن شنگالي
أغنية الرحيل ،
و أرتِّبُ خطواتي
لتكون بمقاس القداسة
عند شجاعة ( سيبا شيخ خدري ) ..
أضع يدي على جماجم ( الحردانيين )
لأعجن أسماءهم
بماء ( كانيا سبي )
و أضع يدي على كتفي
فتخرج أجنحة الإبادة ..
أطير نحو شمس ( خانصور )
و هي تشرق من قلوب أهلها
لتعلن بداية الخليقة ،
و أرفرف على أطفال ( بورك )
فتزهر وجوههم بالإبتسامات ؛
أحاول أن أعيد تشكيل الخراب
فينهض القتلى من بيوت ( ديگوري )
ليشهدوا على زرقة الظلام ..
أحاول بكل جسارتي
أن أمسح عن وجه ( كوهبل )
دموع شوارعها ،
لكنها تفيض بالنحيب ،
و تأخذني نحو صوت الخلاص
عند ( شرف دين ) ،
و هو يشاهد كل الخونة
من الجيران
و ذيول الجبناء
و لاعقي موائد الساسة ..
أتشبث بريش الحقيقة
و أحلِّقُ
فوق ( شيخان )
لأسمع تراتيل ( الولات )
و هم يعزفون أناشيد الحياة ،
و يقذفون أرواحهم
لتكون بحجم الخيبات ،
و هي تتسمر عند نقاء ( بعشيقة )
و تشعل قدّاسَ الطواف
من زيت ( بحزاني ) ..
أغمض ما تبقى مني
و أنكسر على مقابر الأحياء
و هي تبتلع الأيزيديين ،
لتعلن الإبادة الخامسة و السبعين ..
لا أعرف
هل سيكون قلبي كافيا
ليجمع رسائل المهاجرين
أو يتعرق بنبضاته
سؤال المقابر ،
أو حرائق المخيمات ؟!
أفكر
بجواب
يصلح أن يكون وطناً ؛
أغلف به نافذة الخليقة
و أحيطها بالكثير من السلام ،
لتكون أسئلة الهاربين من الوجع
بمقاس أحلامهم الجائعة ،
و يكون نشيد الأطفال
قادرا
على خياطة جرح الغزاة ..
أفكِّكُ شبح البكاء
لأرسم أملاً
يحمل كل الألوان
إلا الأسود ،
و أضع عند قارعة القلوب
فرحاً بلا قلق ؛
عندها فقط
سأضع رأسي على ( سردشتي )
و أغفو على صوت مياهها
و هي تعانق صلابة الجبل ؛
لتعزف
صوت القادمين
و هم
يحملون ألواح تاريخهم
ليكونوا أيزيديين جدا
و ليسوا ملطخين
بالتبعية
أو الجبن
أو الخيانة ...