recent
أخبار ساخنة

( حفريات التذكر و النسيان ) حميد حسن جعفر ( قراءة في ---الخصيبي --للشاعر طالب عبد العزيز ) ( القسم الثامن /الأخير

( حفريات التذكر و النسيان ) حميد حسن جعفر 
   ( قراءة في ---الخصيبي --للشاعر طالب عبد العزيز )
  ( القسم الثامن /الأخير )

  --طالب عبد العزيز ---في --الخصيبي --هو الكائن البشري المتوائم جدا مع ما يدور حوله من تبدلات تصيب الطبيعة، الطبيعة /الكائن -المخلوق الذي ينتمي إليه سكان الأرض قاطبة، ،تمنحهم الطعام و الكساء و المتعة و اللذة، 
بدءا من التفاح و الأسئلة إلى امرأة الأنثى و القلق، والتي لا يمكنها أن تتخلى عمن ينبش سطحها، أو يحفر أعماقها، أو يفجر دواخلها، 
وإذا ما استطاع الكثير من الشعراء أن يجردوا كرتنا الأرضية من إنسانها الذي ابتدع الكثير من مفاصلها، فإن --طالب عبد العزيز --يعمل على تعزيز دور الطبيعة في احتضان الإنسان، 
الطبيعة التي يعيد تشكيلها الشاعر بعد أن دمرتها الحروب و المبيدات و الصيد الجائر، بعد أن تحولت السهوب إلى مطارات حربية، و الجبال إلى مواقع قتالية، و الحدائق العامة إلى ثكنات لتدريب المقاتلين، و بعدان تدخل الانسان وراثيا من أجل استنزافها، 
الشاعر هنا يدخل فضاء الخلق الثاني من أجل تخليصها من شهوات التدمير، ،و نزعات التخريب، ،من أجل تقزيم عناصر الشر و دفعها بعيدا عن مهنتها في زراعة الفتن و الكوارث و الأوبئة، 
عبر القصيدة /الشعر كعنصر لصناعة المغايرة و الجمال يعمل الشاعر على إسناد دور الله على الأرض في نشر المحبة، 
---طالب عبد العزيز ---فلاح، مزارع للقصيدة التي تتوالد طيلة أيام السنة، فكل الفصول ربيع، وكل الألوان خضراء، ،و كل الكائنات تحيا بعيدا عن تحويل الآخر إلى طريدة، 
اا******1
قصائد --الخصيبي ---باجمعها تنتمي إلى الكتابة الفلاحية لا بمعناها الحرفي، بل بعلاقاتها بالتربة و المطر و الشمس، و ما ينتج كل منها من اشنات و ثعالب أو نبيذ و مراكب، 
أن مدن الشاعر ( استانبول --ماليزيا --روما --عين كاوة --كوالالمبور و البصرة و الموصل، لم تكن مدن حديد و زجاج و خراسانة و اضوية و تقاطعات لطرق غير سريعة، 
بل إن القاريء سوف يجد نفسه وسط مجموعة غابات لم تصلها الضواري بعد، ،و لم يدخلها حاطبو ليل، سوف يجد نفسه غارقا بامطار موسمية، محاطا بنبيذ لا يسكر ،و بنسوة لا ينتجن المكائد، 
و كذلك الحال مع كائناته البشرية، ( الصاحب على بن محمد /الفلاح عبد العزيز /و راعي السريان الكاثوليك /والإمام الوترى /والسيد رجب بن شمس محمد /والبازي /و النبهاني /و يوسف باشا /و ايتالو كالفينو )
هذه الكائنات قد لا يكون لها وجود في لحظة القراءة، إلا أن المستقبل الذي بين يدي الشاعر من الممكن أن يشكل أكثر من شاهد إثبات، و أكثر من دليل على أن انسان الشاعر كائن غير معني --كما هو الحال مع الشعر /القصيدة التي يكتبها --طالب عبد العزيز --بالدمار و الأوبئة و الاستبداد، 
و ربما تشكل قصيدته ---حين تنحني الشمس زرقة ---ص19 بيانا أو إعلانا عن المشاريع المستقبلية التي كثيرا ما أسماها الفلاسفة بالمدن الفاضلة، 
انتهت
google-playkhamsatmostaqltradent