عين على صراع الذات في رواية ثلاثة و ستون للكاتب و الروائي أ. أحمد الجنديل /العراق
يفسر آرتور شوبنهار جوهر كل شيء / وهذا يشملنا / ليس بالمنطق و إنما بالإرادة العمياء.
و من أعماله يوضح سبب عيش العالم في مثل هذه الوضعية المؤسفة في إفساد الأمور و إلحاق الكثير من المعاناة بأنفسنا و ببعضنا البعض.
تمهيد
رواية ثلاثة وستون هي تجلي واضح للصراع بين الأنا و الأنا الأعلى
صراع المثل العليا مع رغبات الواقع
لذلك تكون الذات في رتم عال من التفكير بين ما تريد و مايعرض عليها
لتصنع معنى للوهم و معنى للحقيقة حسب المبدأ و طريقة الحياة
البداية
تبدأ بعزم بطل الرواية على التقاعد بعد فناء أيامه الماضية في التعليم.
الحبكة الحوارية
أ- تتشعب في المفارقات بين مايحدث مع البطل في أثناء متابعته لإنهاء الأوراق الثبوتية لخدمته في ميدان التعليم
ومن خلالها يشير الكاتب إلى الفساد في الدوائر الحكومية
هنا يسلط الكاتب الضوء على عدة أمكنة
1- الدوائر التربوية
2- الأمن و إدارة السجون
3- المساجد والجمعيات الخيرية و القائمين عليها
ب- التناقض بين ما يزرعه البطل في ذهن الجيل و طريقة حياة الجيل والتي تشبه كما شبهها الكاتب بالصعلكة
ج- الإرادة و التصميم على المبادئ و رحلة الألف ميل في ظل وباء كورونا في سبيل عدم رضوخه لأذناب الفساد
د- رد الجميل وعدم نسيان المعروف و لو كان بأسلوب الصعلكة.
القفلة
نستشفها في منعطفين
1- الموت المفاجئ للبطل بعد إنهائه لمعاملة التقاعد...
وتقرير الطبيب بعجز قلبه عن التحمل
2- الوصية التي تركها تحت الوسادة والتي جعلت من ابن البطل يغير قناعاته الخاطئة و رفضه الكنز الذي وجده في الحقيبة التي أحضرها الضيف حنش
أسماء الشخصيات نجد أن الكاتب انتقاها بعناية لتكون ذات صدى في الحوار
البطل. وليد وهو الذي يثبت أنه يولد بعد كل موقف حتى بعد وفاته
ابن البطل. رياض وهي الجنة التي حصدها من دنياه
حنش نوع من الأفاعي وكان اسما لمن اتخذ الدين ذريعة للوصول إلى غاياته
علوان صديق السجن الذي كان يبول على نفسه من الخوف و كيف أصبح اسمه يرعب المسؤولين حتى و إن لم يحضر
الرسائل التي أراد الكاتب إيصالها للمتلقي من خلال روايته
1- جئنا لنبقى عنوان عريض كان على لوحة في إدارة السجن توضح أن الحقيقة و المبدأ هو الشيء الذي يبقى وما دونه إلى الزوال
و هذه العبارة نجد أن العبارات كانت تتنفسها في معظم أحداث الرواية و حواراتها و خاصة في الخاتمة حين تركت الباب مفتوحا لثبات القيم
2- الحكمة في مجالس الجهل وبيان أن الصمت أوقع في النفس حين يكون الجهل متفشيا كالوباء
3- عدم الاستسلام لفكرة الغاية تبرر الوسيلة
آليات السرد التي أكسبت الرواية عنصر التشويق
1- اللغة البنائية للسرد
الوصف بطريقة الفلاش باك والتي تعطي الحدث إيقاعا عاليا من خلال المونولوج الداخلي أو الأحاديث التي كان يهمس بها البطل في داخله
2- الوصف العالي لذات المتقاعد و كيف يواجه ابنه رياض و تلميذه حنش و فساد الواقع
في النهاية
أحي الكاتب والروائي أ. أحمد جنديل على جهده في تعرية الواقع
و يحضرني في الختام قول نيتشه
أدرك مدى سهولة الوقوع في الخطأ و الرغبة في أشياء لا تستحق أن تكون مرغوبة و الإعجاب بأشخاص لا يستحقون الإعجاب
ترفع القبعة لكل هذا الجمال أ. احمد الجنديل
بقلمي أحمد اسماعيل / سوريا