recent
أخبار ساخنة

امي ... زهير البدري

أمي
أمِّي وطنٌ
أمي حياةٌ
رايةٌ وعلمٌ
طيبتُها كخبزِ التنورِ
الذي ينبتُ من يديها
أمِّي تضحيةٌ
أمِّي فداءٌ
رغمَ بساطتِها
كانت عاشقةً للأرضِ
تتهجى معنى الحياةِ
النّاسِ، الوطنِ، وتجوبُ السّجونَ
الحلة، الديوانية، بغداد، نقرة السلمان
كي تزورَ الثوارَ والمناضلين
أمِّي كانت تُطعمُ أولادَ الجيرانِ
حين يتوجّهون إلى زيارةِ الحسين
هي آخر من تَذهب إليه
حاملةً إليهِ الشكوى على الحكامِ الظالمين
مشرعةً طالبةَ العونِ
تدعو للعراقِ بالانعتاقِ من الطغاةِ
والسجناءِ الذين ساروا على طريقِ أبي الأحرارِ
أمِّي كانت ربةَ بيتٍ
تجمعُ الدرهمَ مع الدرهمِ
كي تُفرحَنا يومَ العيدِ
تذهبُ محملةً بالطعامِ للسّجنِ
كانت تبكي
تحرقُ كتبي
قائلةً غصبًا عني ياولدي
أخشى عليكَ
أن تلحقَ بأخيكَ٠٠٠
كبرنا، كانت تُصرّ
على أن تمكثَ فترةً
في كلِّ بيتٍ من بيوتِنا
كي تُرضينا
أمِّي أرضعَتنا من حليبِها الطاهرِ
حبَّ الناسِ الفقراءِ والوطنِ
فرِحةً وهي تُصلي بين الأحفادِ
قائلةً الحمدُ والشكرُ لكَ ياربِ
مددتَ في عمري كي أرى أحفادي
أمِّي ااستقبلت الموتَ
بشجاعةِ ثائرٍ٠٠٠ مبتسمةً كانت
وهي تودعُ الحياةَ.
زهير البدري  ....العراق
google-playkhamsatmostaqltradent