recent
أخبار ساخنة

القراءة النقدية للشاعر ناهض الخياط للمجموعة الشعرية للادبب ابو بكر علي


 كتب الشاعر ناهض الخياط قراءة نقدية عن المجموعة  الشعرية للاديب علي أبو بكر (ملائكة الجوع).  (ملائكة الجوع )
تحت عنوان  ... الإخلاص للشعر /
الوعي بمتغيرات الزمن والمنشورة في جريدة طريق الشعب قائلا  ....
حين يبدي الشاعر رأيه في حزمة شعر ما،  فأنه يستقرأها بدقة  .. بحثا عما يدور إعجابه المسبق بها، لكونها جهدا فنيا بمستواه. ..ولكونها أيضا مساهمة في تحفيز الوجود  النقدي في ساحته  ... ولا يريد الشاعر أن يكون بهذا بديلا عن الناقد أو منافسا له، فلكل منهما رؤية ومشغلة. ...وانطلاقا في رغبته للحصول على حسنة أن أخطأت أو أصبت بقراءتي للشاعر (علي أبو بكر ) في مجموعته والتي تضم أكثر من اثنتين وعشرين قصيدة وسمها الشاعر بعنوان إحدى قصائده  (ملائكة الجوع 
أولها (سفر الحياء ) قد ارهصت بها فهي صيرورة سياق يمكننا إعادة تشكيله كما تشاء  ، ويبقى النص منتظرا نهايته، كما يتجلى فيها  ... ما يميز الشعراء الثمانينيين من اعتدادهم بنفوسهم وما شغفوا به من صيغ ومفردات مثل سأخلع جلدي / خلسة معطفي المجنون / أسافر داخلي لاقطع أحشاء الفراغ بسكين الابتسام / اقشر غضبي برائحة التجربة / أرمم بقايا فرحي الهارب / بعيدا  ... بعيدا ثم تعقبها قصيدة ملائكة الجوع  )لترتبط معها بتراكيبها واجوائها القاتمة وتأتي القصيدة الثالثة السفير في ذاكرة الأصابع  لتكون النموذج الأمثل لهذه الخصائص من التعالي على قواعد اللغة والتراث  (عنان اصبعنا نطلقه لدخانات / تحمل أسماءنا فوق سحب الرموز / نقبع بفراغات الوهم / على أجنحة الطلاسم / حيث لا أحد يمضغنا / سوى الغياب / نحن أسارى الحداثة ) والباحثون عن النشيد /حتى لا يدركنا الاخفش عند منتصف الأماسي /نبحث عن مقاعد بلا مسامع /نقطف أنف المنبر /ونحن مدججون بالغموض 
وتواصل قصيدته ((تحت وسائد النافذة )وسيرها على سكة ما قبلها /وانتحر في داخلي القمر /سلخ صمته ذات ضباب كي يجفف الغيوم. ..... ونلاحظ هنا أن صياغته ذات ضباب لمجايليه في قولهم ذات حرب / وذات جوع وغيرها  ....أما قصيدته الثالثة عشر (الصمت اكسير الورود ) والتي تشكل منعطفا واضحا في مسيرته الشعرية باسلوبها ومنطوياتها على الانفتاح الإنساني الشامل  ...خارج من منظومة الانزياح الدلالي المتراكم والمعقد 
والمغالي بادعاءات الأنا الرافضة والمتعالية على كل شيء  ( ضل الطريق /أمسى يفتش عن مفاتيح الدروب /وقوله ... كبرت ذنوب الصمت والالق المغلف بالسراب وبالوعيد  ...وتمثل هذه القصيدة من قصائد أخرى شواهد على إنتفاضة الذات بشعرية مغايرة لانخراط الأنا في نضال الجميع. ....فالتسقط كل هلامات الماضي /ونذهب بعيدا /ربما نجد أجوبة عن أسئلة نريد /وطن حر وشعب سعيد / 
ومن قصيدته (اعتراف ) ومنها وها أنا جئتكم /وعلى كتفي ذنبي الجميل /لا شيء غير الصمت حاضنتي ) اعتراف ضمني بأن قصائده لم تكن غير الصمت كما أشار في مقدمته ( قلت أغن ... ربما قلتها ولكن بأعلى صمتي ) مواصلا طريقه الواضح بعد أن كان (اول الملتصقين بالغياب ) لقد كلفه هذا الموضوع بالارتماء إلى المباشر في بعض المواقع بعد أن أعلن الشاعر عن مسيرته الموغلة بانزياحاته المضببة وما انعكس منها على شعريته ومضامينها راح يجهر وبقوة على انتمائه العقائدي بغنائية صائته منشدا بالهتاف غير أنه أقدم أخيرا على إعادة التوازن لشعريته في قصيدته الأخيرة وما تمثل فيها من خصائص شعرية لقصائده السابقة لعلها بدء مشوار جديد (مازال هناك تعب /أحاول أن انتزع منه الجبس /واغسل وجهه بابتسامة بدوية /كنت قد خبئتها، تحت قشرة للفرح  ...
وهكذا نرى الشاعر في ملائكة الجوع قد عبر عن رؤيتين متقابلتين عن الشعر ودوره في الحياة  ... لقد ألقى الشاعر وبقوة إلى كلتيهما واشغل نفسه بالإجابة عن السؤال الذي مازال قائما على ماهية القصيدة وبنيتها أهي شكل أم معنى  ... وأي منهما خاضع لقرينه  ... أم هما معا قوام معافى من روح وجسد  ؟
وفي ضجيج الإجابة لم يصغ الشاعر إلى نداء موهبته التي ترعرعت بثقافته ولم ينتبه إلى انطلاقتها العفوية بين الحين والآخر خارج دائرة الصراع متدفقة ومنسابة ينبوع ثر وعميق كما في قصيدته (أطياف في أقبية الصمت ) حيث جاء فيها لافرق في هذا الزمن الكسيح بين آل هنا وهناك  ... فالقرابين تعني الرحيل وتعني وطنا مسجونا و وجهي  / وكما في قصيدته (الهروب الى لابرنث )يقول  ... لا أحد ينازعني العرش /اصرخ ملء فمي /اني أحبك ياقطرة في الجبين /اني أحبك ياقطرة في السماء ومن قصيدته (لاشيء غير الصوت حاضنتي ) جاء فيها  /حينها كانت للحظة قدسية /أشبه بصلاة كاملة /أي عذر بعد هذا الغناء /وها أنذا في حضرتك الآن فضاء ولون /
وغير ذلك من الشذرات التي تومض بين ثنايا قصائده  .
google-playkhamsatmostaqltradent