الميّتُ الذي نهضَ من موتهِ بصياغةٍ جديدة
هناكَ أسبابٌ كثيرةٌ تجعلُ قلبي قاسيا وتجعلني كائنا مشوّها!
الحروب دمرت حياتي نعم- الحروبُ التي مرتْ عليّ كانت كثيرةً
كثيرة الى حد تشابكت فيها الأسماء بالافعال كما تداخلت فيها الازمنة بالامكنة
لم أعد اعرف في أيّ زمان أنا او على أيّ مكان أكون
لم أعد مع مَنْ أو ضد مَنْ كانت تلك الحروب؟
ولأنّني كائن لا يملك عدّة الدفاع عن نفسهِ أمام هول الماكنات
قررتُ أن أضعُ خطّةً متناهيةَ الدّقّة, فبينَ كلّ نقطتين في حياتي,
ساضع رجلاً من رّصاصٍ لا يهاب الموت ولا يتردّد عن فعل البشاعة
رجلٌ يَحلقُ ذقنهُ بأسلحة بيضاء ويغتسل كل يوم بدمٍ فاسدٍ
ثمّ ينام سعيدا على الأشلاء
أمّا في ساحاتِ الوغى وفي الخنادق الامامية
تحت صناديق الرّصاص تحديدا سابني مصنعاً للأسلحة
هذا المصنع سأسوّره بأسلاكٍ شائكةٍ تصدّ الفراشات وتمنع الضوء من التسلل ليلا
ومن باب الإحتياط ساجعل الأسلاكَ هذه تطوّقُ الحدائقَ كلّها والغابات
ساتركها على راحتها تلتفّ بقسوةٍ على اعناقِ الصغار
لهذا ولأسبابٍ أخرى قد اجهلها أو قد لا أعرف كيف أفسّرها
اكتشفتُ أن القتلَ والجوع غريزتان متناغمتان مع العالم
بل هما ثروتان هائلتان للرزقِ والعيش الرّغيد
يدفعان الكائن بقوّةٍ ليتلذّذَ بالموتِ وينتشي بالمقابر.
---
ماجد مطرود - بلجيكا