(على قارعة الورد)
بين همسي والخنادقِ
جنةٌ عرضها الورد والشمس
أُعدّت للوالهين
بين جسدي
والأفق المطرز بالهجران
سلامٌ أكبر من كل الطبول
سلاماً أيها الورد
وأنت تستغيث بالشمس
وبعض براءاتكَ
تنسجها أبجديات الحجر
من ذا سيشعل في ضجيج النهارات بوحكَ؟
من ذا سيطفئ صمتكَ؟
صمتُك الذي لن يكون جحوداً
إذا فرّت منه لحظات العمر
سلاماً يا ....
كم مرةً نتعتق كالذهول؟
كم مرةً نوحي لأصدائنا
بأن ترفضَ الاشتهاءَ ولو لعمرٍ واحد؟
كم مرةً تسكبنا الأوزارُ
علامات استفهامٍ
لزمنٍ مخبوءٍ في زاويةٍ حبلى بالوهم؟
ترشفنا المدياتُ عهوداً من تعبٍ مشبوب
تمحورنا اللذّات
نتراقصُ فوق موائدَ عائمة على خارطة المحو
نقلّبُ في وجوه الموج
فلا نجد البحر
البحر الذي مراياه من خواطرنا
ذكرياته ترتجي غزلاً
من شحوب مرافئنا
كيف يسوركَ التأوه يا بوح الورد؟
وقد كان عطرُك بالغاً أقصى الأنوف
كيف يتضوّر لديك النهر؟
وفي صباحك ما يباغت الجمر
بالصحو والصخب.
الآن أريكَ براءة همسي
حين تلفه الأدعية
مورقاً في المآذن فجراً لا يلمه الغيم.
الآن أدلُّكَ على ناصيةٍ
نُقشت عليها أغنية الانتظار
هلا رسمتَ لمن يرجو لثمكَ
لوحاتِ رؤى
تؤجلُ كل النبوءات
إلا ما استيقظ منها على حافة الشم
أتهجّاك...
لا تومئ إلى مراثيكَ باستبطاء الندى
لا تُشعلُ في مصائرك
ماتشظّى منها إذا ذُكر القهر
نصبتُكَ على شرفة أسراري
ملكاً
على قداسة صلواتي
ملاكاً
فلا تعبث بخطاي العائمة
فوق هواجس الحلم
ولا تكِلني إلى هجيرِكَ المهجور
قبل أن أرتدَّ إليك
مستغيثاً بخبايا الدروب
فلن يكون لمزاميري دفئاً
ولا لوهج المساءات إيحاءً
يضاهي ما أفرزته نبوءة الشجر
ولا لمراكبي المستغيثة بشجون الماء
طعماً
حين أودع أفلاكي
وأسلمكَ مقاليد الشمس.
د. عماد الحيدري
العراق / النجف