recent
أخبار ساخنة

بحروف الصّمت ... فريال أحمد ... الجزائر

بحروف الصّمت 
___

حدّثني عن صمتٍ 
يعتنقك، 
ذاك الذي يثرثر
 حدّ التصدّع  
حتّى تصبح 
 متقلّب المزاج لفترات ..
حدّثني عمّا تعجز 
البوح به لأيّ كان ، 
أرني بعثرة روحك ،
و كلّ الأجزاء
 التي تفيض بك 
رغم محاولاتك الفاشلة  
في إغراقها ! 

حدّثني عن البقع  
المختبئة 
في ذاكرتك ، 
كلون يهرب من الشمس..
نعم البقع التي 
كبرت معك و لا تحبّ 
أن يداعب ظلالها غيرك ...

حدّثني عن ذاك الشّخص 
الذي جرحك 
جرحك كثيرًا فجرحتني ...

ذكّرني كم أخفق 
كلّ منّا في التنفّس ، 
بينما نجحنا أخيرًا معًا..
شهقة لك تليها زفرتي 
نبضة منك 
يعتليها خفقي ، 
و بين النّبضة و الخفق
 لحظة تشركنا
الحياة ! 

حدّثني عن تلك المرأة 
التي علّمتك النّهار 
بابتسامةً ، 
و إن تصلَب وجهك !  
سأستمرّ بنحت 
خطى النّور بقلبك 
و إن خانتك تعابير العين ! 

حدّثني عن حبّك الأوّل ، 
ذاك الذي نبت 
من عشب طفولتك 
الأخضر النديّ ، 
حين خلت البنادق 
من الرّصاص 
و اعتزلت الحروب 
بقذائفها و مجرميها 
أرضنا ، 
وقتها لم تكن المدن 
مقابر 
و كان الياسمين حرّا 
لا يخشى اقتلاعا 
من تربة حيّة ...

حدّثني عن الجوريّ 
الذي لم ينبض موتًا  
و الجمال الذي لا يحفر 
كمينا ...

صف لي ضحكتك المفقودة ، 
مذ عمرٍ و تنهيدةٌ 
صف لي بريق عينيك ، 
الذي يشعل عتمة 
اللّيل عند عزوف القمر 
و النّجمات عن البزوغ ...

تكلّم ! 
فأنا إلى صمتك 
و صداه أنقاد !
ارسم لي أحلامك 
أو حتّى ما نجا منها ، 
نكهتها ، 
عطرها ، 
ملمسها 
و لو كان شائكًا !
لا تخف ! 
لي القدرة على ترويض 
الشّوك و النّزف ، 
شوقي إليك بحجم
 فوهة السّلام المنكسر! 

أخبرني شيئا عن 
أغنيتك المفضّلة ، 
و كيف ما زالت تنفذ
 لعمقك ،
 رغم الثّقوب 
و تفتّق المسام ! 

صف لي القشعريرة
 التي تنتابك ،
حين تغمض عينيك 
بذروة الألم ، 
حين ترسم للوجع 
بلسما ، 
يداعب جراحك 
فتشلّ فجأةً!  

صف لي أنواع الدّموع  
التي تلازمك 
  ببلاد غريبة ، 
المتصحّرة منها 
رغم تدفّق الحنين ، 
  أكانت مالحة 
 حدّ القهر حينًا 
 مرّة حدّ الموت أحيانًا ؟ 
النديّة جدًّا 
في تمويه مستمرّ 
 يشبه 
زيف الحبّ...
و هذا الطّعم الحلو 
الذي يحاكي ذاكرة 
 ثغرك ، بعد جفاف 
  مقلتيك
 أما زلت تذكره؟ 

حدّثني عنها 
تلك السّاحرة التي 
تدنو من قلبك،
 إلى أن يحضن النّبض 
 زخّات قزح ..
اهمس بأذني 
ْ نبرة صوتها ، 
التي لها يصمت العالم
 و يحبس أنفاسه !

أريد أن أعرف لونك المفضّل ! 
مكان الغصّة التي تحتلّك ، 
حين تغضب 
تحزن ، تيأس ! 
نوع الرّعشة التي تغتالك
 في منامك ، 
حين يخبرك حلمك النّاجي 
في وخزة
كدت تنساها 
أنّك لم تمت بعد ! 

أريد أن ألمس كوابيسك ، 
التي منها تهرب 
منك إليّ 
و منّي إليك ...

أريد أن أعرف كلّ شيء عنك 
حتّى ما لم تعرفه أنت بعد ! 
كن معي، أ ن ت 
فقط أنت، 
هذا الطّفل الذي كبر
 سريعًا 
حتّى بات حضني  
 له كلّ القوافي
 و البحور 
 عندما يعجز 
عن التحكّم في  
نوبات القهر،  
نوبات العشق 
نوبات التمرّد...
أنت ذاك الطّفل 
الذي ينظر طويلًا 
للشمس
قبل أن يغفو ....

فريال
google-playkhamsatmostaqltradent