___
حدّثني عن صمتٍ
يعتنقك،
ذاك الذي يثرثر
حدّ التصدّع
حتّى تصبح
متقلّب المزاج لفترات ..
حدّثني عمّا تعجز
البوح به لأيّ كان ،
أرني بعثرة روحك ،
و كلّ الأجزاء
التي تفيض بك
رغم محاولاتك الفاشلة
في إغراقها !
حدّثني عن البقع
المختبئة
في ذاكرتك ،
كلون يهرب من الشمس..
نعم البقع التي
كبرت معك و لا تحبّ
أن يداعب ظلالها غيرك ...
حدّثني عن ذاك الشّخص
الذي جرحك
جرحك كثيرًا فجرحتني ...
ذكّرني كم أخفق
كلّ منّا في التنفّس ،
بينما نجحنا أخيرًا معًا..
شهقة لك تليها زفرتي
نبضة منك
يعتليها خفقي ،
و بين النّبضة و الخفق
لحظة تشركنا
الحياة !
حدّثني عن تلك المرأة
التي علّمتك النّهار
بابتسامةً ،
و إن تصلَب وجهك !
سأستمرّ بنحت
خطى النّور بقلبك
و إن خانتك تعابير العين !
حدّثني عن حبّك الأوّل ،
ذاك الذي نبت
من عشب طفولتك
الأخضر النديّ ،
حين خلت البنادق
من الرّصاص
و اعتزلت الحروب
بقذائفها و مجرميها
أرضنا ،
وقتها لم تكن المدن
مقابر
و كان الياسمين حرّا
لا يخشى اقتلاعا
من تربة حيّة ...
حدّثني عن الجوريّ
الذي لم ينبض موتًا
و الجمال الذي لا يحفر
كمينا ...
صف لي ضحكتك المفقودة ،
مذ عمرٍ و تنهيدةٌ
صف لي بريق عينيك ،
الذي يشعل عتمة
اللّيل عند عزوف القمر
و النّجمات عن البزوغ ...
تكلّم !
فأنا إلى صمتك
و صداه أنقاد !
ارسم لي أحلامك
أو حتّى ما نجا منها ،
نكهتها ،
عطرها ،
ملمسها
و لو كان شائكًا !
لا تخف !
لي القدرة على ترويض
الشّوك و النّزف ،
شوقي إليك بحجم
فوهة السّلام المنكسر!
أخبرني شيئا عن
أغنيتك المفضّلة ،
و كيف ما زالت تنفذ
لعمقك ،
رغم الثّقوب
و تفتّق المسام !
صف لي القشعريرة
التي تنتابك ،
حين تغمض عينيك
بذروة الألم ،
حين ترسم للوجع
بلسما ،
يداعب جراحك
فتشلّ فجأةً!
صف لي أنواع الدّموع
التي تلازمك
ببلاد غريبة ،
المتصحّرة منها
رغم تدفّق الحنين ،
أكانت مالحة
حدّ القهر حينًا
مرّة حدّ الموت أحيانًا ؟
النديّة جدًّا
في تمويه مستمرّ
يشبه
زيف الحبّ...
و هذا الطّعم الحلو
الذي يحاكي ذاكرة
ثغرك ، بعد جفاف
مقلتيك
أما زلت تذكره؟
حدّثني عنها
تلك السّاحرة التي
تدنو من قلبك،
إلى أن يحضن النّبض
زخّات قزح ..
اهمس بأذني
ْ نبرة صوتها ،
التي لها يصمت العالم
و يحبس أنفاسه !
أريد أن أعرف لونك المفضّل !
مكان الغصّة التي تحتلّك ،
حين تغضب
تحزن ، تيأس !
نوع الرّعشة التي تغتالك
في منامك ،
حين يخبرك حلمك النّاجي
في وخزة
كدت تنساها
أنّك لم تمت بعد !
أريد أن ألمس كوابيسك ،
التي منها تهرب
منك إليّ
و منّي إليك ...
أريد أن أعرف كلّ شيء عنك
حتّى ما لم تعرفه أنت بعد !
كن معي، أ ن ت
فقط أنت،
هذا الطّفل الذي كبر
سريعًا
حتّى بات حضني
له كلّ القوافي
و البحور
عندما يعجز
عن التحكّم في
نوبات القهر،
نوبات العشق
نوبات التمرّد...
أنت ذاك الطّفل
الذي ينظر طويلًا
للشمس
قبل أن يغفو ....