عن الخراب وظلامه المر
-1-
لا قطار ينتظرني
ولا محطات
فأنا عابر سبيل
أحمل عمري
كما لو أنه
كيس من النفايات
وأقف على طرق تتقاطع
لكنها جميعا
تؤدي إلى ذات الخراب .
-2-
في كل أرض
بوسع البذرة
أن تصبح شجرة
والشجرة أن تغدو غابة
إلا في هذه الأرض
حيث الغابة تمسي شجرة
والشجرة ترجع بذرة
والبذرة من بعد ذلك
تغدو وصمة عار
على جبين
اسمه أرض الخراب
3
على الإمبراطور
الذي اتخذ من دمي
وقودا في الحروب
على الأب
الذي اتخذ من
ظهري جملا إلى الصحراء
على المرأة التي
خذلتني في أول الورد
وعلى الأصدقاء
الذين تركوني تحت
طاولة الشعر بلا ذكرى
عليهم جميعا
أن يُصلحوا حياتي
التي أفسدوها
وسأكف عن ملاحقتهم
وأكتفي بالنعيب
شاهدا كالبوم
على هذه الخراب
-4-
كل شيء يخبو
كل شيء يخبو
في الخرائب التي
نسميها البيوت
كل شيء يخبو
وحدها التعاسة
تلمع كفضيحة هناك
وأنا في ظلامها المر
وكلما لاح لي
على جدرانها عنكبوت
دعوته إلى
طاولة الوحشة
وقلت له:
كن نديمي في
هذا ألخراب ...
-5-
كل شيء قد ضاع
غرناطة بالأمس
واليوم غزة
بينما في
دهليز تأريخنا المجيد
وبعد كل قمة
ثمة طفل يصرخ
الغوث يا ... جداه
أغثني يا صقر قريش
ولكن الصقر
كعادته لا يهبط إلى القمم
ولا يمدّ يد العون والجناح
وإنْ مدهما
فليس فيهما سوى
ريشة واحدة
ريشة لا تكفي
لتدوين هذا الخراب.
-6-
عن اللامع الجسور
الذي ما من معركة
إلا وتركت على
وجهه حفنة من الغبار
وما من صولة للمجد
إلا وخضبت ذاكرته
بصليل السيوف
بالأمس شعر بآلام الظهر
لما تذكر
الذين امتطوه في
الطريق إلى القمم
وحينما فكر بحياته -الآن-
حياته المحفوفة بالروث
والذباب ....
قضى نحبه من الحزن
البائس المسكين ...
سليل داحس والغبراء
بالأمس فجرا
نافقا عثروا عليه
بينما جثته
تلوح في الإسطبل
كأعلى
صرخة في
وجه هذا الخراب..