recent
أخبار ساخنة

يومياتك القديمة ... طالب محمد

يومياتك القديمة
كما انت في ابدا ملاذ  تشرعين ذراعيك لسرب سنونوات ضال وغيوم في طفولة المطر  وازاهير الياسمين انت لست التي كنت منذ سنوات غادرت ذاكرتك  ، متماسكة ولكن يمكن للبرق ان يطيح بك ولكنك صامدة في مكانك تتطلعين الى ماضيك بلا مبالاة و لا تبالين بتدوين سيرة حياتك المبكّرة  عندما تنظر في عينيك الصبية التي كنت في يوم غابر  طالما لا تتذكرين من طفولتها وهي في ربيعها الخامس عشر تخفي كتابها تحت السرير ، عندما انت كنت تلك الصبية الخائفة في تلك الظهيرة  البعيدة ،  انت لست سوى ظلالها الناعمة وهي تطمر يومياتها القديمة تحت ازاهير الياسمين الذابلة تحت رماد حديقة غابرة في تلك الظهيرة الخريفية ، بعد ان لم تعد في ذاكرتك سوى تلك  الفتيات العاشقات في ربيع الحب يتطلعن عبر ستائر نافذة ذهبية  بانتظار  فرسان يلوحون برايات حمراء تتدحرج في فضاءات تختنق بالحراب  في كتاب طواه النسيان تحت سرير مهمل في غرفتك الصغيرة التي لم تعد لك ، ها انت في عزلتك المديدة كما انت في كل ليلة عندما تتطلعين صامتة وانت توارين لآلئ دموعك في نجم يذوي في سماء قصية تحاولين التخلص من ذكرياتك العتيقة عندما تتفقدين ماضيك الممض فيما عتمة بلون النحاس  تصفّد قلبك الفتي ، عندما يشبه  قبضتك اللينة حين اتفقد كفي الضخم اجد كم قلبك صغير وناعم ،  ولكن الايام  كما صخرة  حين شحذتك حياة عريضة تتصنع ابتسامات مخادعة ، ولكنك في  ابدا التي لا تنتهي تفتقدين كفيه وهو يحتضن اصابعك الناعمة حينما يلثم فمك عناقيد ونبيذ ورغبات وحلم  تحت ظلال شجرة المشمش التي غادرت مكانها الى المحرقة  ، ادرك ان ساعات مابعد غروب الشمس ، ستقودك  الى مخدع يشبه مقبرة  ولكن شحذتك التجربة المريرة  وانت تتلقين مخاوفك بالصراخ  والالم والاحباط عندما اجتاحت الذئاب حقولك المضيئة  فمرغت البريق باثر مخالب جائعة ، ولكن جسدك كما ارض في مملكة الله مقدس ،  بألم فت عضدك توارين دمية الصبية التي كنت في يوم ما  وراء ظهرك  عندما انت وليست امرأة اخرى تقشطين الخوف عن جبينك بأصابع  متمرسة تتوعدين مخاوفك التي لم تعد تجدي في اذلالك  ، لا تبالين بافتعال ابتسامات لترويض الفاقة او تروضين كوابيسك المريرة باليقظة حتى طلوع فجر بلون الدم ، اخيرا انت  سامقة ، لا احد يطول ناصيتك ، صعبة المراس ، لا تتراجعين ، لم يعد يجدي الوعيد في ترميم ذعرك القديم الذي لم يعد له  اثر ، فاتنة اكثر مما يجب للحب كما انت حياة واعدة لا يمكن اغواءك ، وانت في منتصف عقدك الى ربيع انوثتك الابدية لا تبالين بالتطلع الى ذكرياتك العتيقة ، تنظرين الى الصبية التي كنت في عامها الخامس  كما لو كانت صبية لم تعد انت وهي  تتوارى وراء ظهرك ،  لا تبالين بالألم وهو يمد اصابعه الى قلبك الفتي ،  قلبك الصبي وهو ينوء بقبلة اخيرة عندما حب متوعك ضل طريقه اليك  يلثم فيها شفتيك الممتلئتين ، انت لا تبالين بعد ان لم يعد سوى  الان في حياتك ، الان التي تنحت تقاطيع وجهك انفك وفمك وعطر انوثتك وهو يتسلل بين الستائر والغلالات ، صدرك المضطرب وهو يعلو ويهبط ، تدركين عندما لم يعد هناك سوى الان ، وهي ترمم ايامك القديمة بالصمت والشموع ، بينما قوامك المحارب يشحذ حرابه وانت تلوحين براياتك الحمراء التي  تتدحرج في فضاءات مخاوفك القديمة ، ها انت تنظرين الى الطفلة التي كنت يوما وهي تطمر قصتها  تحت سريرها في الغرفة الصغيرة المهجورة ، بامتنان كبير
google-playkhamsatmostaqltradent