recent
أخبار ساخنة

الجمل على التل ... جبار الكواز

الجملُ على التل

الى / الطغرائي 

قبرُك راحلٌ في سماءٍِ مختلفة 
وسيفُك بوق في كذب الكلمات 
وشعرُك منحول في كتب الأسماء 
قال السحرة : الكذبة قوس قزح
البيضاء : الجملُ على التل 
السوداء : الناقة على التل 
الحرباء : استنوق التل 
وأنا لا ناقة لي فيك ولا جمل 
فكيف أعيذُك بالورق الأصفر ؟
وأغرسُ خلفك ماء الوسواس ؟
وأحاور فردوسَك بجناح الباب ؟ 
أنت رام / وأنا رميم 
ولقوسك انةُ حزن في جب
أكان الزاماً أن اخلطك الآن 
بترابي 
ومُقيلنا دمعةَ حان
فأعترفْ الآن 
قل لنا : كيف خانتك الألوان ؟ 
وقامرت بأصابعك كي تمسك جمرتها 
أبيضك فناء / وأسودُك مرج 
وأحمرُك رايةً / وأخضرك ملحٌ 
فكيف خانتك الألوان ؟
سأقود بقشتك التي قصمتْ ظهري 
قطيع نهارات سقطت كعيون القتلى لتنير جسورنا 
فمن علّم الجمل النوم فوق التل ؟
وهو الذي لم تقصم ظهره قشة أحلام
ومن علمّه النوم في الأسئلة ؟
وهو المفردُ في غابة الحروف 
خذْ لآيتك كفاً من غير سوء
ودعْ لي قارك صارخاً في كفني
قبائل روحك شتى 
حين أحترفت حُبسة ظلالها
وحين ضيعنا في المقابر أسماءنا 
وصيرنا درّة سريرنا غطاءً للأخطاء
وأدّاركنا الشيطانَ بالشيطان 
والشظايا بالشظايا 
وهي جسرُ وهم / وخاصرة جدلٍ / وخيمةٌ سكارى 
كيف أعيذُك بقلم الورد ؟
وأحفظُ اسمك سراً كاذباً 
وأنا نائم منذ قرون 
أراقب حلمي المستتر في الأشجار 
علّة في كذبة آخر ، يبرق لي جنونه بالجنون 
أأعتذرُ منك بذنبي ؟
وأنا كاذبٌ / وأنت كذوب 
لا ذنب لي سواك 
غادرةٌ ألوانُك حين إمتزجت بالغبن 
وكلانا صيدُ جوع / وكلانا صياد أبكم 
فلا الأبيضُ /  لا الأسودُ / لا الأحمرُ / لا الأخضرُ 
إلاّ فرشاةٌ أوقدها الميتون في المقاهي 
فصارت لقيةَ دخان 
وكيف أزرعُك إصبعاً ؟ وأنا ظلامٌ يتوهج بالقتلى 
أيها الواقف فوق التل 
دع الموت يمسح عرشَك بالرياخ 
وصُبَّ من الغبار ما يملأ كرشك 
ولا ترمشّ، حين تراه 
فالكلَّ عرايا 
زرعوا  في الروح مرايا 
وصرخوا بالأموات في الشظايا 
ودفنوا دعاءهم بالرزايا 
كيف اعيذُك بالهمزات وباللمزات وبالورق الأصفر ؟ / 
وبهاروت وماروت وبالأحزان ؟ 
وأنت لا تُدرك للآن / كيف تخونُ الألوان ؟
ومتى الوعدُ الواقفُ فوق التل 
فالشاهدُ أبكمٌ / والمشهودُ أصمُ 
والقشة حملها الجندُ لافتة الحروب 
وأنا لا ناقة لي فيها ولا جملٌ
google-playkhamsatmostaqltradent