في هذهِ الليلةِ
شيءٌ ما
يحفرُ في رأسي
وانا مازلتُ
على قيدِ الرَّغبةِ المؤطَّرةِ بالهَذَيان
مُبَلّلاً بصحوِ المَحبَرة
ارى الغَيمَةَ اكثرَ وضوحاً
وهذا النَّهارُ
يمشي مَفقوءَ العينينِ
الى نوباتِ الفَراغ .
انا بحاجةٍ الى أن افهَمَ الموتَ
كما يجبُ
وأنفضَ تُرابَ الدَّهشةِ
عن وَجهِ الكَلِمات
فأراني أمقُتُ الجِدالَ
وتقافزَ الأفكارِ كالأسماكِ
في بُحيرةِ الشُّبهاتِ
تستَلُّني الحياةُ
من شُرفَةِ الطِّينِ
الى مشيئَةِ اللحظةِ النائية،
أُدخِّنُ حروفي الخزَفِيَّةَ
أمامَ مرآةِ الوقتِ
وأشربُ نخبَ الأسماءِ اللامعةِ
في طيشِ المُستحيل ،
لاشيءَ يُغريني
كي اجتازَ المسافةَ
تلكَ التي تعبَثُ بقمحِ بَياضِي
وتُومِئُ لي بِتَنَدُّرٍ فاضِحٍ
لايَستُرُ عورَةَ الخيال .
في هذهِ الليلةِ
كُلُّ شيءٍ يبدو ضَيِّقاً
إلاّ رأسي
فهوَ يَتَّسِعُ أكثرَ فأكثَر
حتّى صارَ مدينةً للمَراثي
او مَقهىً قديمةً
تتزَيَّنُ بالجُثَثِ المُحنَّطَةِ
وساعَةٍ جدارِيَّةٍ
تُصغِي لنَزيفِ الموعدِ
بازدراءٍ لاذع .....!!!