بلا أحد ...
*******
كنت صفراً كبيراً في بادئ الذكرى
أوارب بوابات داخلي كي لا أرى ..
ألعب مع ذاتي وأدس نفسي
حتى لا أجدني ..
تعبت .. صرخت روحي ..
توقفت فجأة ..
كيف كنت أنا ... لا أذكر أنني
قد إستمريت في التدقيق والتفكير
في ذات الموضوع وقتها ..
خرقت كالعادة سلسلة من المغريات
والإهتمامات .. بت وحدي ..
أحيا غربة طواعية ..
عزلت كاهلي عن معارف جديدة ..
عن تواريخ تمر ..
عن أحداث تؤرق .. ما فائدة أن أبكي ..
أن أحكي .. أن ...
شبهني أبي الكبير ذات مرة ..
قال لي بالحرف : أنت تشبهني ...
تشبه أباً كان يحبك .. يثرثر معك ..
كنت تكبره بأعوام ... لكنه الآن كهلا ..
نفد صبري ... قلت .. هيا عانقني ..
فعلنا في تلك الأمسية فصول عناق طويلة ..
و شربنا قهوة و حباً .. الأدهى ..
خذلني .. إختار في صمت الرحيل ..
فلم أعد أحتاج عناق أحد منذها ..
تشربني الغموض ..
إكتنفني السهاد .. صرت أنا ..
من غيري .. جربت الحب ..
كأس بلا طعم .. و عدت ..
جربته بطعم ..
إلا أنه خال من مشروب ..
ضحكت على نفسي .. أحببتها ..
فصرت أنانياً .. غريباً .. ندلاً ...
أو هكذا صنفوني ..
إعتدتني .. فإكتفيت ..
إلتقيت ذات إلفة بطفلتك تلك ..
و حججنا للحقيقة سوياً ..
كانت صادقة و مرحة ..
تلعب بإفراط .. ولا تنسى
أن تطعمني إن هي جاعت .. الآن ..
يجب أن تعود أيها الأوان ..
لنمضي قبل فواتك ..أذكر ..
لم أنس في تلك الليلة الشاتية
أن أضع القابس ليمدني بالطاقة
و الدفء والنسيان .. وحيداً .💔
.............
آدم عبدالرحيم حامد -السودان