(الخميس القادم عند الساعة الثالثة ظهرا)
(حميد حسن جعفر)
(حميد حسن جعفر)
الخميس القادم بعد الساعة الثالثة من بعد الظهر
سأكون عند مدخل كراج النهضة ،ربما أكون بائعاً
للمناديل الورقية،أو منادياً للمسافرين لكركوك،أو
مقتعداً حجارة الرصيف ،
هل ستقبلينَ عليّ وأنتِ بالجبةِ والحجاب الاسلامي؟
أم بصحبة إحدى زميلاتكِ ترتدين آخر صيحات
فصال القمصان و البناطيل ،لا أُفضلُ أن أراكِ بمكياجٍ
صارخٍ و شديدٍ،فالمرآب بما فيه من باعةٍ ومسافرين،
بما فيه من أصحاب سيارات ،و ماسحي زجاج،و شحاذات
و متسولين ،و ركاب متجهين شمالاًو جنوباً ،و شرقاً وغرباً،
بما يمتلك المنادون من عباراتٍ لا تحتاج للكثير من التأويل،
اللغة الفاحشة تنمو بشكل خشنٍ حيثما تتوقعين ولا تتوقعين،
عالمٌ فريدٌ من المخالفات ،قد يهابونكِ اول الأمرِ،و حين تستوين
تحت المسقفات حتى تبدأُ المزايدات،
أُ فضلُ أن لا تدخلي المرآبَ، ابتسمي حين تعبرين الشارع الفاصل
ما بين مركز الشرطة و مقصدكِ، لكي لا أخلط بينكِ و نسوة الشارع
الذي قد يوصلكِ الى مبتغاكِ، إبتسمي لكي تختلفي عن وجوه
كالحاتٍ،و كائناتٍ لا تستحي،
الخميس القادم /الساعة الثالثة سأكون بإنتظار سيارة تصدمني ،
لأغيب عن الوعي و لن ألتقيكِ٠
حميد حسن جعفر/واسط/آذار ٢٠٢١