recent
أخبار ساخنة

رجل وامرأة ... الأديب جبار الكواز

رجل وامرأة

(1) 
امرأة يحرقها الشوق
رجلٌ يخطفُه البوحُ
رجل وامرأة ..
سارا فوق سراط الروح 
فاحترقا مثل الغيمة 
وانهمرا صمتاً 
كذبالةِ قنديل  
قالا: (البيت زجاج 
والأرض جروح 
كيف نعلق خيط الخلد 
ونقلب شدو الأمس بقايا نوح؟!) 
رجل ظلَّ
يشربه الناسُ. 
وامرأة تبني زينتها بالخوف 
وتحاول كسر الوقت بذاكرة مثقوبة. 
رجل 
وامرأة
كضباب ثكلته الريح
(2) 
رجل يبكي 
وامرأة تصهل كالغيمة فوق رداء
الفجر
ضنّا بالصحبة 
فأنهار البيت
ماذا تمسك من خطوتها في الليل ؟!
و من ذا يحرق خطوته 
في بيت كسراج مخنوق ؟!
في بيت 
مركون وسط جراح 
في بيت 
يستجدي مفتاحاً
أو نافذة 
أو سقفاً
سيقول لها:( ما لم تنطقه عيون 
أو يتذوقه كفٌّ) 
ستقول له :
(اثنان في الظهيرة 
يجترحان ظلها
كقابض الرياح) 
(3) 
في الريح 
حيث الأشياء لها طعم الموت
والآفاق تسعى فوق النخل
بساق كسيح 
وقفاً 
 رجلاً في عطر الفجر 
و امرأةً 
في وهم النهر
قالا : نتبادل
دور الموت بغير عناء
فكيف نهدُّ الموتَ 
وزواياه يحرسه  فحلُ التوت 
بيت تتوالد من سرّته ابوابُ بيوت 
في الليل 
 صمت وصدى وظلام
وضجيجٌ تحت الغيم 
والكأس دهاق
يشربه الرمل
والأفق سكوت 
(4) 
من أول طلع التوت
لآخر زهر اللوز
كانا يقامران
في مظلة الظهيرة 
يرتكبان خلسة العاشق 
في دقائق مطيرة 
رجل ميت 
وامرأة ميتة 
نهضت لتعدّ الشاي
-وهو يهيّءُ في صمت أكفانه-
تمزج طعم الشاي بطلع النار
 وبسكرة نوم 
كانا  بلا حلم
أو قوت 
والموت بيوت
google-playkhamsatmostaqltradent