الفتى الذي في الدّخان
ثامر سعيد
.............
خيمته السماءُ
ونجومُهُ أسئلةٌ..
هو لا يعرفُ عن الحبِّ سوى أنه
وردةٌ تحمرُّ من الخجلِ
ثم تخلعُ من فرطِ النشوةِ
أوراقها
لتهبطَ مثلَ أغنيةٍ
على قارعةِ النعاس.
ولا عن القبلاتِ سوى أنها
تمرينٌ لإنقاذِ الشفاهِ
من التثاؤبِ،
الفتى الذي ضرَّجَ الأفقَ بالضجيجِ
كي لا ينامَ الليلُ
على فجرِ البلابلِ،
لم يكن مكترثاً بوصاياكم النافقة.
أحلامُهُ بيضاءُ
وصلواتُهُ ناصعةٌ
لمْ تبزغْ من عِمَّةٍ زائغةٍ
أو ربطةِ عنقٍ مستوردة.
ليسَ معنياً برأسِ المال
أو بفوائدَ البنك اللاربوي
ولمْ يُطلق لحيتهُ في الأنستكرام
متأثراً بالوليِّ الفقيه
أو مأخوذاً بلحيةِ ماركس،
لا شأن له بشاربِ هتلرَ
ذاكَ المحلقُ مثلَ غمامةٍ
مبتورةِ الجناحين
على جحيمِ الرايخ
ولمْ يشغل نفسهُ يوماً بصليبِ عفلقَ
وكيف تحوَّلَ بفتوىً جبريةٍ إلى هلال
ليُدفنَ في مقابرَ ليستْ آرثوذكسية.
لمْ تكنْ له عينا برادلي كوبر
ولا وسامةُ توم كروز
لا عضلات سيلفستر ستالون
أو شَعر آل باتشينو
وما حلُمَ يوماً بسياراتِ جيمس بوند
الخارقة.
لمْ يكنْ عبقرياً على غرار بيل غيتس
أو معتوهاً من طراز إيفان الرهيب
لكنه قررَ أن يحرقَ العشبَ
النابتَ في قلبهِ
كي لا ينتظرَ ضوءً
تحت شموسٍ بخيلةٍ.
الفتى الذي أينعَ في الخراب
حين رأى البلادَ باباً موصداً
تطرقه السنين
أطلقَ أمواجَهُ للزعيقِ
وقالَ؛ لتدخلَ،
عسى أن تكفّرَ عن أخطائها الفادحة.
وحين رأى الصراخَ كلّهُ
في فمٍ واحدٍ
كتبَ يافطةً بخطٍ نازفٍ :
_ أحبكِ بشسعِ الوطن
وأناقةِ هذا الضجيجِ
فمتى تشعرين؟
ثم رسمَ قلباً صغيراً
وذابَ في الدّخان.