تعال
قبل أن يشتعل رأس الليل شيباً
وترحل ضفائر الفجر
مازالت السماء تفرد ذراعيها
لأسراب الشوق
الممتدة على رصيف الجسد بانتظار صهيل
آخر حصان بربري يسابق الريح
يجتر حزن المسافة
يخضب أنامل الطريق بحنّاء اللهفة
وريحان الحنين
تعال
مازالت قناديل الوعد
مضاءة
وأعمدة الطرقات تتمايل ثملة تحت زخات
قُبَلٍ استوطنتها
حتى نمت براعم الشهوة
تعال
فالبحر يلاحق موجة تمردت على قوانين العشيرة
وأعلنت عصيانها على الملح بعد أن اغتصبتها أسماك قرش
ولم تواسِها غير النوارس
تعال
مازالت النوافذ تصفق
والباب يترنح ثملاً
ينتفض كلما لامست جسده ريح عابرة
أو تناهى إلى مسمعه صوت خطوات متسللة