recent
أخبار ساخنة

مقهى الموت ... علاء ناظم المالكي

#مقهى_الموت

في المقهى جريدةٌ حزينةٌ..
وقهوةٌ حزينةٌ..
في المقهى..
شايٌ حزينٌ..
يبكي لموتِ السكرِ فيه..
يبكي وهو على الطاولةِ وحيد..
ينتظرُ الفمَ الذي يقبلهُ..
لا ليشربهُ...
في المقهى..
عنوانٌ قديمٌ جداً..
وكئيبٌ جداً..
صوتُ اقدامِ المارينَ من امامهِ...
أنينُ المتسولين..
وهم يحملونَ كسرةَ خبزٍ عفنةٍ..
يستجدون الشايَ..
حتى وان كان من غيرِ سكرٍ...
حتى يبللّونَ كسرةَ الخبزِ الصلبةِ والعفنةِ..
لكي لا تجرحْ افواههم..
فهم معتادونَ على جرحِ قلوبهِم...
في المقهى..
كتابٌ منسي..
وعشقٌ منسي...
ووجعٌ منسي...
لا أحدَ يفهمُ لغةَ المقاعدِ الخاليةِ من المتعبين..
حتى المقاعدَ غريبة...
لا احدَ يفهمُ حزنَها...
او يحتضنها عندما ينكسرُ ساقُها عمداً او سهواً..
لا احدَ يغسلُ قلبَها المملوءَ بالترابِ والنفاياتِ...
في المقهى..
.مقهى غريبٌ جداً..
ودخانُ السكائرِ الذي يسافرُ بعيداً 
حتى لا يشاهدْ اخوتَه وهم يحترقون..
يركضُ نحو السقفَ..
يرسمُ حزناً أبيضاً..
يرسمُ سكائراً محترقةً وهي تبتسمُ ..
يرسمُ اصابعَ ..
يرسمُ أيَّ شيئٍ لا يعرفْ الموتَ...
في المقهى موتٌ....
عندما تنفجرُ الاجسادُ..
يصحى الموتُ..
عندما تتطايرُ ضحكاتُ الاطفالِ..
يصحى الموتُ مبتسماً..
...
الموتُ في الحدائقِ..
الموت في مدينةِ الالعابِ..
الموتُ في الزفافِ..
الموتُ..في كلِّ شيئٍ..
في المقهى...موتٌ..
مع وقفِ التنفيذِ

17\8

#علاء_ناظم_المالكي

#العراق_البصرة
google-playkhamsatmostaqltradent