recent
أخبار ساخنة

أيام خلت ... حيدر غراس

منذ ايام خلت وأنا اتبادل مع الشعراء قصصهم القصيرة، يبادلني السرديون نتفاً من شعري، المعظلة الكبرى كانت عند الرواة الذين فصلوا أحادثينا حسب مقاساتهم الطويلة، متناسين ان اهل( العروض) يلوحون بمعاول وفؤوس كفيلة بأن  تشطر ظهر القصيدة نصفين..! 

الأسئلة المسروقة التي حصلنا عليها قبل الأختبار، لم تكن كافية لنحصل على الدرجات الختامية في دفاتر التصحيح، هل ذاكرنا الأجابات فقط، 
وتركنا باقي التفاصيل..؟ 
أم مدرس التصحيح لم يؤمن بعمق الأجابات، وفحوى التعليل..؟ 
أعلل الأمر إذاً...
لم نكن نملك ممحاة كبرى لنمحو بها الأخطاء، نعيد الرسم بحروف التضليل..!! 

لاأنكر، كثيراً ماامتهن الأجابة عن اسئلة الماضي، بحرفية الحاضر، وابرع بطريقتي حين أعري وجوه الأجابات من أقنعتها، ألبسها فساتين قصيرة مكشوفة الصدر، كيف لها أن تمشي بكعب عال على أسفلت الطرقات، ان تمد أطراف اظافرها لتلامس (نهود) النجمات..!
قد يكون من المزعج أن تكون رجلا خارج الأقواس وداخلها في أن واحد، طيلة الوقت مشغول بركب دراجة هوائية مرسومة على حائط متهالك،
من خلالها تعبر نحو اللأشيء..! 

نعم تخليت عن مهنتي الوحيدة التي توارثتها من أبي لجدي، وذهب مسرعاً للحانوتي مدير مكتب الدفن الذي اعمل فيه، لأخبرهُ بذلك، فأستغرب من أمري وكيف اتخلى عن مهنة أبي وأجدادي وأن اكثر الموتى هنا، تم دفنهم على أيدينا، لم ارد عليهِ فقط ادرت وجهي وتركت شواهد القبور تشيع ظهري ، متجها صوب جمعية الرفق بالحيوان التي يممتها وجهي، فقدمت اوراقي رغبة بالانتساب اليها ، مما اثار استغراب الموظف المسؤول عن ذلك مخاطبا اياي، بأن لا مؤهل لي للأنخراط بين صفوفها، فأخبرته بقدرتي العجيبة في تاريخ دفن الموتى شاهراً بوجه هويتي، قال :العمل في الجمعية تطوعي مجاني وقبل ذلك عليك اجتياز الدورة التدربية المعدة سلفا والتي بدات من يومين، 
طيلة ايام الدورة التي انقضت بسرعة كبيرة كان هناك طائراسود يرمقني بعين خفية ويبتسم، وفي يوم تسليم الشهادات، اعترض طريقي هذا الطائر الأسود وتعلو منقارهُ ابتسامة عريضة، قائلاً: انا مدين لك
 قلت بماذا..؟
 قال: منك تعلمت دفن سوءة أخيك..! . .

    حيدر غراس    العراق
google-playkhamsatmostaqltradent