recent
أخبار ساخنة

يدعوني الصباح ... حيدر غراس

يدعوني الصباح
................ 
         ١
نعم مازلت أركض وأركض في كل الدروب التي امر بها وحين سألوني لماذا؟
 أجبت ستركضون معي يوماً
أنا اسبقكم ليس إلّا،
 أركضُ نحوي كشراع أكلت صدرهُ الريح، يحلم بوقع قبلة لنورسة بيضاء وجزيرة لا جهات لها. 

لا أملك حماسة الأطفال وهم يردّدون الأناشيد الوطنية ولا رعشة الشيوخ
حين يستذكرون أيامهم الخالية، يكفي أنّني أقف في المنتصف (أسحل) أيامي الباقيات كبحّار مصاب بدوار البحر،

وأنت تلتهمين آخر حبة في طبق أزار قميصك. كنت أتناول بالشوكة والسكين  رزَّ تصبّري ، ليسيح ماء الجبهة الباردة، 
  حينها كان الفجر ونهداك يخططان لاغتيالي..!! 
             ٢
حينما دخل أبي غرفتي
قال : ماذا تفعل ؟
قلت : لا شيء
ماهذا الذي بين يديك ؟
قلت : كتابين
قال:ماذا تفعل بهما ؟ 
قلت :  هوايتي قراءة الكتب
_و كم لديك منها ؟
_ الكثير .. تكفي لبناء مدرسة بلا سبورات ..
قال :لو أعطيتكَ الآن دينارين ماذا تفعل بهما ؟ 
قلت :
أشتري ثلاثة كتب
قال :كل كتاب بدينار ،
من اين تأتي بالثالث ؟!!
قلت :.. أسرقه...!
                  ٣
يدعوني الصباح أن أمارس حماقات..
 أوسع أن ازرع يقيني بحلم قبلة  
 عنيدة، أن أحسكِ لغة تتبع منتهاي
فبين فواصلك بقية ما بقي مني.
يدعوني أن أتنفس اللحظة،  أعبث بجدائل الشمس، ألمس ماتبقى من أعشاب العمر، وأصيغ قلادة للغيوم
يدعوني أطرد خوفي، بألف فوضى عابرة متسلقة لمرايا الأنكسار، أن ألقاني، ألمحني الآن وغداً وبعد غد
يخبرني هذه المرة، 
أن التماهي بك هو حد التماهي
وأن السؤال نزيف الأمكنة على خاصرة النهار
يخبرني أن الحقيقة طفل يتيم، يلوذ بسد الرواق يطلُ بأعين حمراء
فالرغبة طفلة مدللة.
يخبرني.. هناك (ألفان) في محفظتي،
ألف يكفي لخمس حواس، وألف لخمس بيضات،
ياترى من أين آتي بالحليب..؟ 
. حيدر غزاس.. العراق
google-playkhamsatmostaqltradent