خمسون وأكثر
............
١
منذ خمسين وأكثر
وانا أربي الموت طفلاً لاينام،
أشاغبه بطرق مبتكرة، لم ترد حتّى في ذاكرة الأموات او صلاحيات ملائكة الموت الكرام
منذ خمسين والأصدق إحدى وخمسين،
أعود بكامل قيافتي،
أدمنت الحداد، وجه يصلح للعتاب
كوفيتي التي أتفنن في إحكام قبضاتها، جدائل لا تهزها الريح
( دشداشتي) المخصصة حصرياً، فضفاضة كاحاديث الغياب
لا يوسف في السرداب، ياترى من أين كل هذة القمصان؟!
لا منافس لها إلا سروالي الأسود الطويل ذا الحجل، كما تسمية امي،
كم تجيد الأسماء!
ضيقة دروب المقابر، تعرجات مدركة
يحفظها الدفّانون عن ظهر موت،
مكاتب تبيع القبور للأموات، الأحياء يضرسون
أو تلك المسبحة السوداء ذات الحبات الصغيرة، رصت بإتقان المجاز
٢
منذ خمسين وأكثر
أنجو :
من تنمر الشواهد،تشتمني بلسانها كل حين، تنبح كعادتها لا تعض السالكين
أنجو:
من احتراق أعواد البخور، لا رائحة للشواء، لاأغرق في (دباب) ماء الورد الوردية، نهر يسجل الغياب
لا يلتصق الشمع بشعري، أتفنن بلصق مشاعري
وأعود بكامل قيافتي، بتقاسيم تكفي لحزن خمسين أخرى وسنة لا تعبأ بربيع العام
أنجو:
من خلايا السرطان التي تنمو بسرعة مذهلة كطحالب أفلت زمامها تأكل زهو الضفاف،
من حروب الفيروسات،
تكحّ رئات سوداء
من حروب بلادي التي ضُيع رقم تعدادها، لا سجلات هنا للأحصاء
أنجو:
من ضرب الفؤوس، معاول لا تجيد الهراء، أنثيال التراب نقلات ثلاث، ثلاث..
أنجو:
من تقشر الشظايا، يقشرني عمال المطاعم الخارجية، بصل لايجيد إحراق العيون..!
٣
منذ خمسين وأكثر
مقابر تتمدد، ألف ذراع وذراع، أخطبوط التراب يلتهم حوت الماء
لا حدائق خلفية تزين أكفان الموتى، لك ان تكتفي بوردة في كتاب
لا مرايا تعكس الضوء، توابيت تتناسل تورثَ مسامير خرساء
السلام على أهل القبور، لاأحد منهم يرد السلام
السلام على أمير السلام(عليه السلام)
ما زلت اربي الموت طفلاً لا ينام..
.
. حيدر غراس/العراق