لم أعد أثق بأحد:
_____________
لم أعد أثق بأحد.!
لم أعد أثق حتى بأصحابي،
بل بأحبابي، بأقلامي، بأشعاري،
حتى أصابعي لم أعد أثق بها في هذا الليل الطويل الملطخ بالنفاق..
كل شئ قد تغير في هذا العالم
الأحلام صارت ملح تذوب في مستنقع المكر والخديعة.!
والأيام ماء تلوث بأكاذيب الوافدين..
والعمر مثقوب من الجهتين
وأشجاني تسيل جوعاً علي جدار الروح،
وترقب الليل الطويل من بعيد
عله يمضي
ليتنفس الصبح كي تبوح
الأيام لن تعود
كما كانت تقول
بل ستمضي مع العمر الى أخر مدى..
ستمضي الى حيث أمضي
كي ترسم العبوس على وجه الأحلام..
وفي كلا الحالتين
ستتركني هناك على باب الأمل
وتترك البرد لي..
لانه صار صديقي المفضل
والوحيد
صار رفيقي في أي مكان أكون فيه
صار يشبهني
صار مثلي في كل شئ..
صار مثلي يركض خلف الأمس
علّه يعود
ولايفرق بين الأسى والفرح
ولا بين الشتاء والصيف
ولم يعد هو الأخر الوثوق
بنجوم الليل
ولا في الريح
حين يدغدغ وجه الشمس
في لحظة غروب..
او الوقوف الطويل أمام أضواء القمر في ليالي الصيف..
لان لياليه صارت تخدع الصقيع
وتخون الغيم
صارت تحكي للطيور اسرار الفصول الأربعة جهراً
أمام الريح
صبحاً وليل...
صار يشبهني تماماً
حتى في الوقوف على صدر الليل
يعد النجوم في كل ساعة مرة أو مرتين
ويرسم الأحلام في كل ليلة ساعة بل ساعتين
ويلصقها على أعمدة الغياب
ثم يمضي..