(( المحبّة أساس النجاح في كل شيء !! ))
إن تُحبَّ نفسكَ ، حقٌّ مشروعٌ ، ولكن معها عليك أن تُفردَ زاويةً وأكثر لمحبّة الآخرين ، لأنّك إن أحببتهم وأشعت روح المحبّة بين الناس جميعا :ــ في بيتك / الشارع / المحلّة / العمل ــ ستنجح حتماً مهما كان نوع عملك ، وسيشار إليك بالبنان ويُشاد بك وبعملك ، ومحبّتك ستخلق أجواءً فسيحةً أكثر وفضاءات رحبة من الأعمال والمقترحات والمبادرات الناجحة حتماً !!
دارت هذه الأفكار في بالي ــ رغم أنني أحملها رسالة في حياتي وأعمل بها دائماً ــ وأنا أتحدّث مع صديقي الحبيب الشاعر عمر السرّاي قبل يومين عبر الهاتف وهو على درّاجته الهوائيّة ذاهباً إلى مقر اتحادنا بسبب الحظر لترتيب الكتب الصادرة حديثاً عن الاتحاد وإرسالها إلى المحافظات عند فتح الحظر التام ، وهي ضمن مشروع الطباعة لنتاجات أدبائنا الذي ابتدأه الاتحاد منذ عام 2017 ، حيث طبع لحد هذه اللحظة أكثر من 170 كتاباً متنوعاً بين ( القصة ، الشعر ، الرواية ، النقد ، المسرح ، أدب الرحلات ،وغيرها ) ،بالإضافة إلى ما يقارب الــ ( 70 ) عدداً من مجلات ( الأديب العراقي ، الأديب الكردي ، الأديب التركماني ، الأديب السرياني ) ، وإصدار ( 40 ) عدداً من جريدة ( الاتحاد الثقافي ) التي كان اسمها في الأعداد الأولى ( وتريات جواهرية ) حيث تزامن إصدارها مع مهرجان الجواهري دورة الشاعر مظفّر النوّاب !!
هذا العمل الدءوب والمثابرة المتواصلة في طبع وإصدار النتاجات الإبداعية لأدبائنا ، واستمرار المجلات والصحيفة بالصدور ، واستكمالاً لها إقامة الجلسات التفاعلية لمبدعينا في شتّى صنوف الإبداع الأدبي والفني والرياضي والإعلامي داخل وخارج العراق أيام الحظر ، وإقامتها واقعيا عند رفعه ، دليل كبير على عمق أواصر المحبة بين الاتحاد ومبدعي العراق في كل مكان ، والحركة الدءوبة التي يقوم بها أخوتنا وأحباؤنا في زيارات المرضى والوقوف على حالاتهم الصحيّة ، والتواصل صوتياً وكتابةً في حالات الحزن والفرح مع الآخرين !!
كل هذه الأعمال هي خطوط عريضة لإشاعة ثقافة المحبة والعمل مع الجميع وفيما بينهم ، ما علينا إلاّ أن نعمّقها أكثر ونحاول أن نضيف إليها مفردات ومبادرات أخرى لتكبر هذه الآصرة بيننا ، ونكون عنواناً لتوحّد العراق قلباً وروحاً وإنسانية ً في كل شيء ، كي نعطي درساً بليغاً للسياسيين ولاعبي سيركها المتحكّمين بأقدار الناس ومشيعي الفتن وثقافة الكره والحقد والتناحر والتقاتل ليظلوا رازحين على كراسيهم المنخورة وسادرين بغيّهم وفسادهم وسوء نواياهم بعدم محبّتهم للناس والوطن !!
المحبّة أساس النجاح دائما ، هذا ما يسعى إليه اتحادنا العريق ، ولأنهم ــ اقصد السياسيين ــ لم يعرفوا للمحبة باباً فشلوا في كل شيء وراحوا يتقاذفون الاتهامات والخلافات فيما بينهم !!
اتحادنا ورغم قلّة الإمكانيات المادّية وانعدام الدعم واستمرار الحظر التام حيناً وانقطاعه أحياناً وأخبار الوباء اللعين ، أصبح مصدّراً للمحبة وثقافتها وداعماً لها حيثما كان هناك أديب ومبدع ما !!
ليتعلّم السياسيون من الأدباء ، وليأخذوا قليلاً من هذه الثقافة ، كي يبنوا البلد ويشيعوا روح المحبّة والتآلف والأخوّة بين الناس طوائفَ وقوميات وغيرها في كل مكان بدلاً من اللعب على وتر الفتن وإثارة الأحقاد !!!!
