بالحب وحدهُ تنتشي الحياة
الطير تسبقه النشوة للسماء
و الماء لذاذته غدير لا ينتهي
أنا لا أخلع الحب
أصادقهُ حتى فجري
ثم أشعّ وحيدا على شجر الذكريات
و لا ألبس القصيدة
أحب عورة البلاغة تمزّق أركان الواقع
و تفرك عيون مهجتي
فأراني و لا أراني
رحلة في قوارب النجاة
أنجوا كي لا أنجو
ففي النجاة فكرة الغرق الجديد
و الغرق عور النجاة
تمزق وجه الأشرعة
وتترك للريح صولة و للموج صولات
أنا لا أخلع الحب
أصادقه في مشاويري القصيرة
أتعرف على خصال النرجس البري
أتغرغر بدهشة الغزلان الجامحة
أتنصت لحديث البلابل و أغصان اللبلاب
أدوخ في فكرة الدالية
كلما هدّها الوقت تعتّقت و أنجبت خمرها
أحب الزلال
أحب الحب في التفاصيل البالية
في الزوايا الخاوية
في المنسيّ من الصدى المتخم بأراجيح اللو
في المرايا حين تعري الملامح و تضحك
أحب النكهة
و النكهة الأخرى للأشياء
لا فلسفة للوجود
رحلة خفيفة على خيول الريح
فاشرب ما استطعت من ماء المحال
و تفرّس في صبابة العطش
دُخ نم قم حُم حلق لملم انثر عتّق اقترف
و احرث أرضك بطيبة الفلاح
أسبح امرح لوّح انتظر لا تنظر اقرأ انسى
و انهمر بكاءً متى تشاء
انهزم اهزم قاوم سلم مفاتيح السفر
و ارسم خرائطك بماء الحياة
أنا لا أخلع الحب
أصادقه في المشاوير الطويلة
مثل صياد يتربص لون الشفق
يجلس فوق نهد المعنى
و ينتظر غواية الصدى
مثل عاشق يعشق امرأة من قمح الأغاني
كلما تيقّظ ناي
قال استوى الحقل و خبز القصيدة
كلما طلع عشب
قال جاءت حافياتها ببكر الحكايا
كلما عنّ على بال الكمان لحن
قال صار شتاؤها عشاء لعصافير شغبي
كلما جاء الربيع
ضاع اعترافه بلون الأمد
و قال ربما تأتي
أنا لا أخلع الحب
أصادقه
و ألعب النرد مع غدي و أمسي
يزن السقار - الأردن