recent
أخبار ساخنة

طوفان ... عبد الرزاق الربيعي

طوفان  
عبدالرزّاق الربيعي

من دهليز مهابته المحجورة
من جرف سريرٍ
في سرّه
من قلعة ذعره
ألقى الشاعر للحشد
المسكون بقهره
للنجم المتعالي
في الأفق المقفر والخالي
(للجنرالِ
لكبير التجّار
وللجزارِ
لمسبحة إمام المسجدِ
للعتّال
وللخمّارِ
لقصر المطربة المهووسة
بالأضواء 
لبائعة الأزهارِ
لكوخ فقير رث الأسمالِ
لكنار معلمة الفصلِ
لبيت النمل
لأصحاب رؤوس الأموالِ
لعذراءٍ
أخفت حمرة خديها
في شرنقة
ختلت في مملكة النحلِ)
وللحراسِ
لمن يقبع
في عتمة خوفه
محبوس الأنفاسِ
لمن
خبّأ عينيه
بكفيه 
وأغلق من دونهما بابا
ولمن حضر المحنة
  من منهم غابا
ألقى  
في الجمع
المتفرّقِ
في الأنحاء خطابا
قال لكّل منهم:
اجعل بينك
والهاوية السوداء حجابا
في الشارع
 ناب جائع
لاتبصره العينان
الشارع غابه
 ظلمات
وظلال مرتابه
وعويل
في الليل
وما شابه
لما أكمل
كان الشاعر
يقبع ركنا مهمل
يقرأ في سفر الاكوان
ويسأل:
ماذا قالت نفسك
لمّا ملأ العالم بأسك
حتى ضجّ الملكوت 
وخارطة الأزمان؟
وماغرّك
في خلقك
إذ انشأ
ربُّك
صلبَك
من طينٍ
هشٍّ
يا إنسان؟
اليوم ستقبع وحدك
لا جبلا
يؤويك
ولا عاصم منك
ولا مهرب
من هذا الطوفان
google-playkhamsatmostaqltradent