قَدْ كُنْتَ أنتَ
منال هاني
يَجدِلُني حرفُكَ على كتفِ الحنينِ ، وينهمرُ من بتلاتِهِ عبَقُ شوقٍ يكادُ ينيرُ عتمةَ انتظاري،
يلملمُ نبضيَ المتساقطُ على سطورِكَ عناقاً في كلِ مساءٍ ، أيها الموشومُ على راحاتِ قدريْ والمزهرُ على جانبَي صحوتيْ ومناميْ..
كيف أتيتَ؟ ..من أيَّ أفقٍ بزغْتَ ياثمرةَ أحلامي وكرمةَ أفكاري وخمرةَ تَوْقي ، كيفَ ساقَكَ إليَّ عقْمُ التَمنّي وفيكَ سرٌ دفنْتُهُ من غابرِ الوجدِ يصدَحُ في شرفاتِ بصري متمرداً ويحمْحِمُ في باحاتِ شفتيَّ متجرداً ..
والحبُّ الذي غفَى زماناً في كهفِ الانتظار.. هاقد استيقظَ مِن سُباتِهِ على وقع لهفةٍ يحمِلُها أثيرُ الليلِ في همسَةْ..
قد كنْتَ أنتَ منذُ البدايةِ..بلْ كنتَ أنتَ معنى البدايةِ وجوهَرَها المَكْنون ..قدْ كنتَ أنتَ تفسيراً لكلِ أَحلامي مُستَتِراً في النفسِ ومتصلاً بوريدِ الوجدِ ، ينتَهي إليكَ النبضُ وينغرِسُ فيكَ عميقاً صريرُ حرفٍ وصدى عقلْ ..
والآنَ هاقدْ أزهَرَتْ أَفكاري وتَمخَّضَتْ طيفَكَ مُعانِقاً كلَ مايجولُ بي مِن شوقٍ ..
رَتّلْ على قلبيَ غزلَ عينيك فلعَلَها ترُدُّ لي عافيةَ الوعي ويتنفسُ صدريَ بك ..
هل أجرؤُ أن ألمسَ معانيكَ وقَد دَونْتَها على شرفاتِ الحواسِ فَضَلَّتْ طُرُقاتها وضيَّعَتْ طاقاتها ..
لملِمْني مِن بينِ حباتِ المطر.. لملمنيِ من على جبينِ القمرْ ..لملِمني من جَفنَيْكَ فلم أزلْ بهما عالقةٌ منذُ الأمسِ ..
إزرَعْني على أيسرِكَ ودعني أُثمرُ فيكَ حباً يحاكي خلودَ الآلهةِ وجنونَ البشرِ وفتنةَ القمرِ ..
أحبُّك يامَنْ شغَلْتَ في ناظِرِي كُلَّ الصورْ ..