نبيذ خامل ...
******
الشمعة المنكفئة على وجهها
تخاف النعاس ولكنها بئر قديمة ...
كنا نجلب الماء كصبية يحول بيننا و بين
عمدتنا آثار العمر و رهق السنين ...
لا إتجاه مخالف يسوقنا كما نحن ..
نستاء حيال كل المتغيرات ولا نتفق ..
الأنهر تسكنها الصحارى ...
تهاجر أسماكها جنوباً حيث غابات الإستواء
لا تلوي على شي ... مسكينة تلك الأم ..
كانت تظهر ولاءاً محايداً للقرش ...
خذلها فكه ... الدموع سيف يقطع
رأس المزاج و يفلت الأسى دفعة واحدة ....
عربة تسير مسرعة يلتقمها حوت أسود ...
يجبر الغروب على الزوال ...
الذكريات (مسلة) متغيرة ...
تخيط نفسها كثوب متكاثر و مهترئ ...
النبيذ النبيذ .. هكذا كنا نصيح
في كل صبيحة نفتقد فيها مسراتنا ....
مرة ... رأيتك كغنيمة ملقاة على
قارعة الطريق الطويل ...
لمحت وجه الشبه بينكما ...
هو لا إسمرار على وجهه البائس ...
أنت كنبية تبشر بالسلام ...
هو كمنبر للمغالاة و الفجور ..
أنت صوت الله في الأرض ..
هو ... لا شي ... أنت ....
كل المواقيت و الصلوات و الحب ....
جزلة أراك .. غرابة متتالية
تصب في قبو بارد ...
طنين يشق الظلمة ثم يتأرجح بهدوء مقلق
حذاء أبيض لامع ...
جورب مثقوب من موضع محرج ...
مبحوحة كل النداءات السالفة الذكر ...
مغرية نظراتك .. مسلوبة أنت منا جميعاً ....
اللعنة كيس معطوب يخر على رؤسنا ...
لا فرق في توازنه حينما يتناوشه تيار غبي
ميراث من الوجد ... و قهوة مدلوقة
على خارطة عشوائية للعالم ...
محسناتها (موية و بن) ...
ليس من دهشة ....
طائر سكير يشقشق بالحرب ...
مقفاة كل قصائدي إلا أنت
كآخر نموذج مسدول عليه الشوق ..
مشقة العمر عند السالمون ...
و جراد ساري الليل و قنفذ مشتاك ظهره
و حية تسعى ... بلهاء حكامنا
إذ ظننا يوماً أنهم سعاة فضيلة
و سارقي معجزات ....
ففي هذا لا يضحكون ... ولا جديد ...
لا يبقى غير حبي لك ..
وشاة نذبحها .. لقاء ميلادك ..
فمتى البذر ..
ولا مشهد ولا كارثة ...
أنبئيني ..كي نصلي ...💚
....
آدم عبدالرحيم حامد - السودان