مهالكُ الــــــــــــــــدّروعِ - نص شعري
الشاعرُ
حينَ يمنحُهُ السلطانُ درعاً
لا لِيحميهِ
بلْ
ليُلْقي القبضَ علَيهِ
مُتلبّساً
بالعنفِ
*
الشاعرُ
يمنحُهُ الحاكمُ بيتاً لا لِيكرمَهُ
بلْ يمنحُهُ بيتاً
كيْ
يسلبَهُ أبياتِ
العشقِ
*
الشاعرُ
يمنحُهُ السلطانُ درعاً
لا ليمنحَهُ حصانةً ضدَّ
العسفِ
يمنحُهُ درعاً
كيْ
يلحقَهُ بقواتِ
درَكِهِ
*
الشاعرُ
حينَ لا يحملُ مشعلَ
نورِ الصّدقِ
يحملُ فرشاةً لتجميلِ
وجْهِ
السّلطانِ
*
الشاعرُ
حينَ يتَعالى على أبناءِ
جِلْدتِهِ
لا يمتلكُ مَعنى القولِ
القمامةُ ستصبحَ
منبرَهُ
حينَ لا يحفظُ ماءَ
وجْهِ
الحرْفِ
*
الشاعرُ
إنْ لمْ يكنْ قولُهُ شفْرةَ
سيفٍ ضدَّ القُبحِ
تحتقرُهُ
الزّهورُ
*
الشاعرُ
يكتبُ بقصَبَةِ شريانِهِ
الشاعرُ
لا يَستجدي قلماً
لينازلَ جَبروتَ
السّلطانِ
*
الشاعرُ
يحتزمُ بآهاتِ المحرومينَ
لمصارعةِ
الظّلمِ
ليشعلَ نارَ الثّورةِ
لا يحتزمُ بقصائدَ مديحِ
الأمراءِ
*
الشاعرُ
لا يسيرُ على هَدْيِ
مصابيحِ
السّلطانِ
الشاعرُ
مصابيحُهُ لَمَعانُ عيونِ
الثّوارِ
*
الشاعرُ
بيادرُ حروفِهِ تُغْنــــــي العالمَ
الشاعرُ
لا ينتظرُ عَطايا
السلطانِ
السلطانُ يستَجدي منْهُ حرْفَ
شِــــــــــعْـرٍ
حار
*
الشاعرُ
يهديِهِ العاشقُ
وردةً
الشاعرُ ليسَ مَنْ لوّثَ
السلطانُ
خدّهُ
*
الشاعرُ
مَنْ يتدثّرُ بدرّاعَةِ
الفقراءِ
الشاعرُ ليسَ مَنْ يُخلِعُهُ
السلطانُ
بُرْدَةً
*
الشاعرُ
لا يستهزئُ بأقوالِ
المجانين
الشاعرُ والمجنونُ وجهانِ
لحقيقةٍ
واحدةٍ
*
الشاعرُ
لا يدّخرُ في جيوبِهِ مالاً
الشاعرُ
رصيدُهُ مفتوحٌ في قلوبِ
العشّاقِ
جيوبُهُ أقلامٌ
وحروفٌ
*
حميد الحريزي - العراق