البنات يتدّربن -عادة- في مجتمعنا على تقبل فكرة الغيرية الجنسية من صغرهن، ويواجهن خدع الأمهات والجدات اللواتي يدعين تجهيزهن ليكن جميلات مرغوبات.
تتفن الأم والجدة –أحياناً- بقمع أجساد بناتهن وسلوكياتهن العفوية ويحرضن ذكورالعائلة على قمع كل شيء قائم في جزء كبير منه، على ما ورائيات الظاهر من أجسادهن.
أن نسأل، مثلاً: ماذا يريد هذا الرجل عند يمتدح امرأة بأنها شرطي (ما ينكدر عليها) أو فتاة بمئة رجل، ماذا يريد أن يقول لي عبر هذا المديح الاستفزازي؟ هل لكي يبعد فكرة أنها أنثى تختلف عن الذكر بشكلها وسلوكها، أم لكي يشجع صنيعة المجتمع المقدسة في تغييرها جنسياً؟
بدأت الفتاة القوية التي بمئة رجل -كما مدحوها- تتصرف وكأنها الرجل الممسوخ الذي لدّيه أثداء متضخمة.
عاشت هذه الفتاة كما كثيرات غيرها تشعر بالذنب كلما انتبهت –خلسة- لظهور شيء من جسدها يثبت أنها أنثى، أو عندما يقول لها أحدهم إنك مثيرة لم تقرّبها هذه الأمور من حقيقتها التي يخفيها المجتمع، على العكس، جعلها تتفاعل أكثر مع سلوك الرجل والتمثل به.