في رأسي امراةٌ قديمةٌ
..................
امراة قديمة في رأسي
تطلي جدران أيامي بمساحيق الذكرى
وكلما جانبها البحرُ
ترمي نفسها في نهرِ أحلامي فأذهبُ بعيدًا في ظنوني
لدرجةِ قاربٍ يتوه.
عيناها
مملكتان للجنِّ
وعلى خصرها
منصاتٌ لشعراء لم يولدوا بعد
قلت لها ذات مرسى:
سأفترض محطة لنا
أنا المسافرُ
وأنت الحافلةُ
فلاتحمليني
مالاأرتكب من السفر
ومالاأطيق مِن القصائد الباردة التي بلا لحم ودمع.
أصادفها، وأنا تصعدُ بي أيامي على سلِّمِ صورِها
أتفحص وجهي في وجهِها
فأراني رغيفًا باردًا في تنورٍ منطفىء
أمسكُ بأطرافِ ظنونِها
وأنا
أحاولُ أنْ أجدَ تفسيرًا للشجرةِ التي تمدُّ جذورَها في رأسي
وهي عبارةٌ عن رايةٍ للحربِ وظلالُها
استراحةٌ لجنودٍ مهزومين.
قاسم خلف