recent
أخبار ساخنة

سأرسم عيدا طفلا ... مهند صلاح

سأرسم عيدا طفلا ؛
لن يأبه بالأوطان العارية
و لن يحتاج للشهداء
كي يكونوا وقودا لمدافئ الفقراء ؛
سأبتر ساق الكلمات
و أجعلها تحبو نحو القصائد
لتكون الأمهات مبتسمات ؛
سأزرع على شفاه القديسات
الكثير من بذور الحب
و أنجب من الصراخ 
أطنانا من الضحكات ؛
سأجمع جثث الراحلين
و انفخ فيها من نور ( لالش )
ليحتفلوا معي 
بهذا العيد المعاق .
أنا القادم من نافذة الصبر
أحمل مجهولا 
يرافقني كما ظلي ؛
مذ همزة التاريخ
و هو ينزفني شعوبا ،
و يضمد مقاصل الجلادين
بالكثير من رماد الأجداد .
سأفكر مشنوقا بدمعي
و أحلم بغد
يكون فيه ( المتأسلمين ) مسالمين
يشبهون يد ( علي إبن أبي طالب )
و هو يضعها على رؤوس الأطفال 
ليخبرهم
بأن الله ليس وحشا .
سأصفع كل المتدينين ( زورا )
ثم أهمس في قلوبهم :
( أنا طفل الشمس ) .
سأمزق ما تبقى مني
لأطعم حماقات القادمين ،
و أحتطب كل سنوات السبي
لأوقد ساقية السلام ؛
أجعلها تجري سريعا
نحو 
القتلة
و السراق
و لاعقي موائد الطغاة ،
و أمرر يدي برفق جدا
على رؤوسهم الحبلى بموتي ؛
و أشعل 
ضجيج الإبادات
و 
صراخ القديسات
و
بكاء الأمنيات
و أقف
بكل الهدايا 
التي لم يحن موعد حرقها بعد ؛
أفتحها
فتخرج أمي
من فم العذابات 
مليئة 
بالأيادي الدافئة ؛
أفتحها 
فيمتد ظل أبي
ليوصلني 
نحو الضفة الأخرى من الخراب ؛
أفتحها
فتتكاثر الملائكة
عند باب خيمتنا 
و لا تزال أجنحتها بيضاء ؛
أفتحها
دون أن أدري
بأن الخيمة الأخرى
يحاك بقلبها عمري .
أنا المعجون في صبري
أشذب رحلة الأعياد
و أمسح ذاكرة الجدوى
و أنهض
من صحوة الماضين
و أحتفل
بصوت يشبه الأحزان ،
و أنشد 
مثل قديس
أغنية 
يصافح صوتها ألمي ؛
فيعود 
عشب قريتنا
فتاة تشبه العشرين
و لا عشرين يشبهها ؛
أعانقها
فيصفع العيد في قلبي
كل التيه و البلوى
و أصحو بلا قبر
يرافقني كما الحلوى .
عيون العيد حافية
و جدران الفقر تعميها
و لكني
بلا وطن
سأشدو روح ماضيها
و أخبرها
بأن الطفل يحتفل
رغما عن مآسيها ...
google-playkhamsatmostaqltradent