دجاج المصلحة
الدجاج المدجّن منذ ان خلقهُ الله
الدجاج الذي لم نره يوماً
خارج سور الحديقة
رغم ان الِقن مفتوح وبلا باب يوصد
لم يجرؤ ابداً أن يبني علاقة مع ديكة الجيران
أو يشاركها صياحها فجراً
أو يقتنص لحظة سعادة
مع ديك يتبختر بذيله المرفوع
و ِعرفِهِ المائل على منقارهِ الأحمر
الدجاج الذي لم يجرؤ أن يبيض
مثل باقي الدجاجات الملونة
كانت ُجل سعادته
أن يأكل ما يقدمونه له من حبوب مستوردة
فيكبر شيئاً فشيئاً
ليجد نفسه اخيراً مذبوحاً
من الوريد الى الوريد بلا رحمة
حتى صاحبة البيت كانت قاسية جداً
لم تذرف دمعة عليه
بل تستعجل بسلقهِ وطبخهِ للضيوف
إنه دجاج المصلحة
الذي لم يستطع أن يغيّر لون ريشه الأبيض
ولم يكتسب صفات أخرى
إنه دجاج المصلحة يا سادة
وليس شيئاً آخر !
محمد جبر حسن
بغداد