ربما لو
علّها لو
لو تكونُ هذهِ الـ(لو)
بدلاً عن كونها تسبحُ في العدم
لو ارتدتْ ثوباً فضفاضَ الرغبة
لكانت نافذةً مثلاً
لا تُطلُ بالضرورةِ علىٰ شيء
أو حجراً يتنفسُ برئةٍ منحوتة
لو نبدأُ علىٰ سبيلِ القدر
بحياكةِ حديثٍ جديدٍ لنا
تنمو فيه وريقاتٍ حضراء
يعرجُ فيهِ جناحٌ إلىٰ السماء
تركضُ فيهِ شجرةٌ بقدمٍ واحدة
لكثيرٍ من الأحلام
لكل الأحلام الكبيرة
التي يتسعُ لها جيبَ الغد
لهذا القلبِ عيونٌ بعيدة
وحيدةٌ في ذات الوقت
تبني أغنيةً هنا بلغةٍ واحدة
بمعانٍ ملونة
بموسيقىٰ تجلبُ الحظ لرأسي
حتىٰ تكدسَ شِعراً مُفلساً
وغيمةً لا تغادر
مازلتُ أتعلمُ المشيَ
علىٰ ظهرِ الأيام الأعوج
مازلتُ أنجو
رغمَ أن الموتَ حضنٌ أبدي
وفي يدي يدٌ لا أعرفها بعد
ترىٰ وتنسىٰ
ترسم لي وجهاً من الحنين
علىٰ ورقةٍ لاجئة
مازلتُ أملأُ فجوةً في المكان
مسافةَ العمرِ الجديد
النصف الفارغ من الكأس
الوقت الذي تسرّب
ومازال يتسربُ مني
بهيئةِ أيامٍ أعيشها
أحشو كل هذا بأملِ حديثٍ
تنمو فيهِ وريقاتٍ خضراء
تكبرُ فيهِ أرضٌ تلمُّ شتاتي
وأعرجُ بعدها إلىٰ السماء.
- آية ضياء