~ عظامي ~
.....................
تؤلمني عظامي،
عظام الموتى،
و التي لم يكسوها اللحم،
و عظام الشيطان..
في الليل تنمو..
و عند الصبح،
يغرسها جدي،
قرب فسيل البستان..!
مشاكل عظامي كثيرة،
مرة جمعوها من حقل الألغام،
و مرة وجدوها بمقبرة جماعية،
وضعوها في أكياس صغيرة،
و مرات كثيرة
أعيت مشرط الطبيب
في ثلاجات الموت بالمجان..
تتكاثر عظامي بشكل لا يوصف، تتسلق جدران البيوت،
تعبر الشارع بلا عكازات،
مرة أمسكوها تصعد
نخلة لبيت الجيران،
مرة قال القصاب:
"عظامك لا تصلح للأكلِ،
لا تطبخ قبل الغسل
و بعد الغسل تصلح"
حصة لمدرس الأحياء
يبن للتلاميذ بالرسم:
"هذا كان إنسانا..!"
لكن للأسطةِ قول آخر،
و هو يدحرجها ،
و يطرق بمطرقتهِ:
"عظامك ترمم
شقوق الجدران.."
أذكر مرة أخذني أبي للمتحف لنزور عظامي،
سخرت عظامي
هناك من عظامي،
عظامي تخجل من عظامي،
أيعقل أن للعظام لسان..؟!
وجدنا عظاما جدا كبيرة،
قالوا: هذا عظم فرعوني،
و هذا عظم وردي،
قالوا: عظم لبنت السلطان،
و هذا عظم يلبس عمامة،
و عظم قصير القامة،
و ذاك عظم معكوف كالمنجل،
لا تتساوى العظام في المتحف،
فلماذا عظامنا تتساوى
في التوابيت و في كتابة
تواريخ الأوطان..؟!
* حيدر غراس * العراق