لا تسخروا ...
مسافرا وحدي
أو مع من حولي
أهيم في شارع مقمر
أو في فلاة مقفرة
و يلوّح الأقتم المجهول
لي .. من بعيد
لا تسخروا ...
مسافرا وحدي
خارج حدود هذا الوجه
المكفهرّ
بالأنواء والأعاصير
وخارج هذه التّضاريس المستباحة
بالتّجاعيد
ذات اللّون القبيح
لا تسخروا ...
لن أستأذن الأشياء البلهاء
ولن ألتفت إلى ورائي
فما تركت غير هاوية
تبتلع هاوية أخرى
وجدال متعنّت لم تخمد فتنه
منذ ولادته
لا تسخروا ...
ياااا من حولي
مسافرا وحدي أو مع الأوراق
اللّقيطة
أو حتى مع الرّيح..
أين تسافر ؟!!
لن تغدر بي
إطمئنوا ...لا تنشغلوا ...
كونوا على ثقة
أنّي لن أظلّ سبيلي
فليس لي مستقرّ
في هذا الأفق المغبرّ
ليس لي مستقرّ ...
الأسعد الحسني /تونس