recent
أخبار ساخنة

قرب أمي ... بسيم عبد الواحد

قرب أُمي 

قرب أمي
أنا الكهل الذي مازال طفلا
يحلم أن ينام 
تحت ظلال (شيلتها)
او يرسم نجمة 
في ليل (چرغدها) الحزين 
او يطفأ ( الشوغات )
في حرائق سردها 
ياسحنة القصب المعتق بالجروح 
وحكايات آلاف السنين 
يامدن الطين 
التي هزمت 
التي خسرت كل الحروب 
ياطينها الحري 
يادهلة الله في لغة الشطوط 
أناديك ياثوب أمي 
من طور ميسان 
 ياثوبها  الابيض 
الذي استحال أسود فاحماً
وهو يأرشف 
أسراب طيور الراحلين 
ويشرب مرارة كأس الفاقدين 
حين تنعاهم 
(يامايلة الدنيا وي أهلنه )
ارى عمق الفجيعة 
بالنواح السومري 
بلون سحنتها السومرية 
المطرزة بطعن السنين 
بوشمها الازرق المخضّر
بونينها حين تكاسره 
بنايات الجنوب 
( غربي يابناي حط الباب غربي 
ترى عدنه طبع بالليل نبچي
أنه شرته ورضت بالضيم روحي 
أحاه كريم أحاه يمه )
قرب أمي 
أنا الكهل الذي مازال طفلاً
أحن الى طهر ثدييها 
الى قرآن حليبها 
أرتله رضاعاً
عقدين كاملين 
وحكايتي عند الفطام 
حينما طلبت القمر 
بديلا عن شموس الحلمتين 
قرب أمي 
حينما تشعل الحمى عظامي
تشجر تنورها من لضى آهاتها 
وتخبز الصلواة أرغفة 
لتطعمني أدعية الشفاء 
وأصحى برشفة
من راحتيها 
التي فاضت بالدعاء 
تردد ها بسيم 
أهذا صوت أمي 
أم أذان الفجر 
يتلى بمقامات الحجاز 
فلماذا لا أصلي
قم توضأ 
أنت في محرابها 
وألثم صعيدا طيبا 
فتحت اقدامها 
تهب الجنان 
عفر الخدين حيث تهوى القدمان  
لمكوثك بين جنبيها ثقيلا 
واسجد لصدى الطلق العظيم 
لسهاد العين في الليل الطويل 
ياجنان الله لميني باحضان الامان 
وتحلي بالبقاء 

بسيم عبدالواحد
google-playkhamsatmostaqltradent