مَاذَا يُمْكِنُ أَنْ تَكُونَ
وَقَدْ وُلِدْتَ مِنْ رَحْمِ الْبَسَاطِيْرِ
مَاذَا يُمْكِنُ أَنْ تَصِيْرَ
وَقَدْ عُجِنْتَ مِنْ بَرَازٍ وَقِيْرٍ
مَاذَا يُمْكِنُ أَنْ تَكُونَ
فَلَا خِبْتَ وَلَا خَابَتْ فِيْكَ الظُّنُونُ
تِلَاحِقُ الْمَظْلُومَ
وَتَعْشَقُ السُّجُونَ
عَسَسٌ
فِي رَحْمِ أُمِّكَ
تَنْقُلُ أَخْبَارَ فِرَاشِ أَبِيْكَ
عِبْرَ أَهْدَابِ الْجُفُونِ
حَبْلُكَ السِّرِّيُ مَرْبُوطٌ
بِكَرَاسِي السَّلَاطِيْنِ
عُبُودِيَّتُكَ اسْتَوْطَنَتْ الْجِيْنَ
وَالْجَنِيْنَ
أُذُنَيْكَ مُشْرَعَةٌ
عَيْنُكَ لَا تَرْمِشُ
عُيُونُكَ فَاقَتْ كُلَّ الْعُيُونِ
تَتَلَصَّصُ عَلَى ضُيُوفِ الدَّارِ
عَلَى الْأَخِ وَالصَّدِيْقِ وَالْجَارِ
تَتَفَحَّصُ مُكَوِّنَاتِ الْبَرَازِ
فَلَرُبَّمَا تُخْفِي الْمَمْنُوعَ
تُفَتِّشُ عَنْ طَوْقِ ((عُبَيْدِاللهِ))
فِي رُكَامِ الدُّرُوعِ
فِي الْبَحْرِ
فِي النَّهْرِ
فِي السَّهْلِ
الْمَحْرُوثِ وَالْمَزْرُوعِ
لَيْتَ عُبَيْدَاللهِ يَعُودُ
لِيُفَتِّشَ عَنِ الْفَارِسِ الْمَفْقُودِ
لَنْ أَدَعَ ((إِبْنَ طَوعَةَ))
يَسْبِقُنِي لِلْخَلِيْفَةِ
فَإِنْ كَانَ لَدَيْهِ الْخَبَرُ الْيَقِيْنُ
خَبَرُ الثَّائِرِ الْأمِيْنِ
سَأُوَافِيْهِ بِكُلِّ خَفَايَا الشَّيَاطِيْنِ
حَاذِقٌ فِي الْخُضُوعِ
مِفَنٌّ فِي تَقْبِيْلِ الْأَيَادِي
مِفَنٌّ فِي التَّذَلُّلِ وَالتَّضَرُّعِ
وَالْخُشُوعِ
بَارِعاً فِي كَشْفِ الظَّاهِرِ
وَالْمَكْنُونِ
تَسْكُرُ بِبَوْلِ مُحْظِيَاتِ الْأَمِيْرِ
تَغْسِلُ لِلسُّلْطَانِ إِسْتَهُ
تُنَافِسُ الْجَوَارِيَ لِتَحْظَى
بِقَضِيْبِ الْوَزِيْرِ
تُتَاجِرُ بِالْأَطْفَالِ وَالصَّبَايَا
وَتَسْرِقُ قُوْتَ الضَّرِيْرِ
فَمَاذَا يُمْكِنُ أَنْ تَصِيْرَ
مَاذَا يُمْكِنُ أَنْ تَكُونَ
تَتَعَقَّبُ أَخْبَارَ الْجِنِّ وَتَدَّعِي الْجُنُونَ
تُعَاشِرُ الْجِرَاءَ وَالْقُرُودَ
تُسَاكِنُ الْقَوَّادَ وَالْجُنُودَ
قَرَادٌ فِي دُبْرِ الْعَرِيْفِ
أَنْتَ لِكُلِّ جُرْثُومٍ مُضِيْفٌ
أَنْتَ خَزِيْنٌ
لِكُلِّ مُخِيْفٍ
لَا تَعْرِفُ أَباً وَلَا أُمّاً حَنُوْناً
وَلَا تُقِرُّ أَحْكَامَ
دِيْنٍ أَوْ دُيُونٍ
تَتَفَاخَرُ
أَنَّكَ مَخْصِيُّ السُّلْطَانِ
مَزْهُوٌّ
بِقُوَّةِ شَمِّكَ
فِي عَزْلِ
بَرَازِ الْمَلِكِ عَنْ بَرَازِ الْوزِيْرِ
زَعِيْمٌ لِلْخِصْيَانِ
خُنْثِيٌّ
تَنْكِحُكَ النِّسْوَانُ
تَشُمُّ رَوْثَ الْخُيُولِ
لِتَعْرِفَ رَعْيَهَا فِي أَيِّ الْحُقُولِ
لَا تَخْفَاكَ خَافِيهْ
هُرُوبُ عَبْدٍ
أَوْ نِكَاحُ جَارِيَهْ
تَلْعَقُ دِمَاءَ الْحَائِضِ
عَفَّاطٌ ضَرَّاطٌ سَاقِطٌ
نَاقِضٌ مَنْقُوضٌ تَحْمِلُ أَسْوَءَ
النَّقَائِضِ
دَمُكَ بِالرَّذَائِلِ مَعْجُونٌ
فَمَاذَا يُمْكِنُ أَنْ تَكُونَ
مَا خِبْتَ
وَمَا خَابَتْ لإِبْلِيْسَ
فِيْكَ ظُنُونٌ
الشاعر حميد الحريزي - العراق