عبدالسادة البصري
كل عام من ستينيات القرن الماضي
وحتى السبعينيات ..
وفي مثل هذه الليلة
كان ابي(يرحمه الله).....
يصعد فوق سطح دارنا الطينية
ينظر الى القمر
ويبكي ....يبكي كثيرا
كنت صغيرا اسأله :ــ
لماذا تبكي؟!
كان ينظر لي بصمت ودموعه
تسيل على وجنتيه
ويرفع رأسه للسماء
ويبكي ايضا...
في الستينيات....ماكنت اعرف
مايبكيه!!!
لكنني في السبعينيات
عرفت...!!!!
ظل يحدثني عن رجل
يسكن القمر
يؤشر لي باصابعه النحيفة
ويرسم لي وجه الرجل
ويقول:ــ
الاترى وجهه،وسدارته العسكرية ؟؟!!
الاترى ابتسامته......؟؟!!
الا ترى.........؟؟!!
الا.........؟؟!!
عرفت عنه الكثير الكثير
سكنني حبه
اراه في الصحون
اراه في الرفوف
اراه بين طاووسين يضحك
يضحك....اراه في القمر!!!
احببت القمر
وبقيت بعد رحيل ابي
انظر اليه بلهفة
الى صورة في خيالي
وعلى وجه القمر
ومازلت الى الان اراه هناك
بسدارته العسكرية
وابتسامته...
وحب الفقراء اللامنتهي
ابدا.......