حميد الحريزي
تطاولَ الفجرُ على أحلامي،
حبوباً متناثرةً تلتقطُها العصافيرُ
على طريقٍ
ملَّ اقدامِيَ الرّاكضةَ صَوْبَ حافلةِ النقلِ،
لصوصٌ جدَّدوا الأمسَ ووجوهَ الغَدِ
اللّيلُ مولدُ الاحلامِ
يكدّسُها في حافِظَتي
فيسْرقها النّهارُ
كلصٍّ يسرقُ حصّالَةَ طفلٍ مفلسٍ،
لا يؤرّخونَ ليومِ ميلادي
يؤرّخونَ يومَ بَعْثي ومَعَادي،
ولا يؤرّخونَ تاريخَ بُؤسي
لا أعرفُ أعياداً للميلادِ
ففِي كلِّ الأيامِ تُسْرَقُ أحلامي،
الشّمسُ تُرسِلُ لِي
في كلِّ فجرٍ لصوصاً
تسرقُ مفاتيحَ حافظتي،
بمسيلاتِ الأقفالِ
أقمعُ أحلامي
لكنَّ الشّمسَ تسرقُ كلمةَ سرِّ مفاتيحي،
أتركُها بلا غطاءٍ طاسةَ رأسي،
فتحتلُّها بلابلُ،
فراشاتٌ،
ملائكةٌ تهتفُ بسقوطِ السّلطانِ،
تُداهمُني شرطةُ مكافحةِ الأحلامِ
تُعَقِّمُ طاسةَ رأسي بقاتلِ الأملِ،
يفقدُ مفعولَهُ بعدَ المغيبِ،
تمنيّتُ الخَــــــــــــــلاصَ
قالَ الحكيمُ:
خلاصُكَ في القبرِ يا ولَدي، هناكَ لا ليلٌ ولا شمسٌ
وإذا سألَكَ المَلَكانُ
قُلْ:
لَمْ يوثّقُ التَرَفُ حَياتي
لَمْ يحفلُ حرّاسُ السّجنِ لِمَمَاتي
ولِدتُ على قارعةِ الجوعِ
لَمْ أتعرفْ على وجوهِ اللّعبِ
اقرأ
في سوقِ المالِ بطاقتي
ممنوعٌ عنِ العشقِ
ممنوعٌ عنِ الضحكِ
لَهُ كاملُ الحريّةِ في
البُكاءِ
لا يملكُ شهادةَ تعريفٍ في سجلّاتِ
الفرَحِ
سِجِلُّ أعمالي عندَ حرّاسِ السّلطانِ
وسِجِلُّ حِرْماني
عندَ أوُلي الأمرِ
وفي
مذكّراتِ الكُهّانِ
