عبدالسادة البصري
وحدكَ...
وحدكَ تَعرفُ مايريدون
وحدكَ....
وحدكَ تُسبرُ أغوارهم
واحداً
واحدا،،،
أيها الجاثمُ على صدري
منذ آلاف السنين
أيها العارف غاياتهم
والمتمثل كل وسائلهم
واحداً
واحدا ،،،
وحدكَ ...
وحدكَ تركتهم في هرجٍ ومرج
أصابعهم تَلتفُ على بعضها
وقلوبهم تَخفِقُ ،،
تخفقُ وهي تهفو اليكَ
دائماً
ونفوسهم لا تعرفُ غيركَ مثوىً أخير
صبركَ لن ينفدَ أبداً
وحلمكَ طويلٌ طويل
كم من قرونٍ مضت
وجاءت ،،،
غيرها....وغيرها...وغيرها
وأنتَ كما أنتَ
لن تتغيرَ أبداً ؟!
كم من دماءٍ سالت كالأنهار ،،
ورؤوسٍ تدحرجت كالكرات ،،
وأجسادٍ تكومت على بعضها ،،
لأجلكَ ...
لأجلكَ وحدكَ فقط ؟!!
كم من مدنٍ مُسِحَت من خارطةِ الكونِ
وقامت على أطلالها مدنٌ
وتبدلت أخرى ،،،وأخرى ،،وأخرى
وأنتَ كما أنتَ
لن تتغيرَ أبداً
بأرجلكَ الأربع ،، ومسنديكَ
تجثمُ على صدورنا ،،
صدورنا جميعاً
لا بل صدر الكون منذ آلاف السنين !!
وها أنتَ كما أنتَ
تقبعُ هناك متفرجاً
ضاحكاً ملء شدقيكَ
والدماءُ تسيلُ ،، تسيلُ ،، تسيل
والدروبُ تمتليءُ بالجثث
والنفوس اعتلاها الصدأ
والقلوبُ تغضنت ،،، بل تحجرت
والعيونُ ما زالت تنظرُ اليكَ بلهفةٍ ،،
لهفةٍ لن تتغيرَ أبداً
منذُ آلافِ السنين !!
وأنتَ كما أنتَ ،،
أيها اللعين دائماً ،
والرجيمُ دائماً ،
والمعشوقُ دائماً ،
والممسوخُ دائماً ،
والمتحكمُ في أقدارنا دائماً ،
دائماً ،،،
دائماً ،،،
دائماً ،،،
ألا ،،، تعساً لكَ ،،
وتباً ،،لكَ وحدكَ ،،
وحدكَ أيها الكرسي،،