استجواب المستتر باللون والريشة
====================== الفنان المبدع ايما كان ، في تخصصه شعرا ، نحتاً ، نغماً ، رسماً واقعياً او تشكيلياً ، روائيًا ، قاصاً ، كل شي من معاني الجمال ، وظيفته بعث الروح في الممكنات المترابطة معه مع واقعه والمؤثرة بالوقت خاصة،
فلو سكنتْ نعم حرّكها الفنان ، ولو بردت اشعل قدحتها ، ولو ترددت جرّأها على القدوم ، ولو خافت شجعها وافرغ الخوف منها ، ولو هبطت اعلى تحليقها وطيرانها ،
حتى انه يفكر لها يحلُّ بها حلول الحقيقة وجوباً ،يكتشفها عشقاً طبعا ، تفتح له خزاناتها وتكليفها واسباب اعاقات الحركة في الحين فيها ،
هنا يتفلسف وينظر ويشير ،نعم في الموقف الحقيقي ،يملك المبدع الربوبية
من سرٍّ وتحرٍّ وقيمومة ،
يدفع بالاشياء وله القدرة ،فلعله الكائن الوجودي المتفوق في لحظته على غيره، بيده العصا والدلالات وحكم الاتجاهات والتوجهات
هنا التشكيلي الدكتور حسن نعيم ،في لوحته هذي ، استقرأ محيطه والماحول
من جدل المعادلة التي فرضت نفسها بجوهرها وغائلها ، ايجابها وسلبها ،
خزّن في التخيْل امكاناته في الواقعي وتحرك فيه الاستشعار القدري في العدم المستتر وهذا اولاً في القدحة ،
التي جعلت المبدع يرسم ويغني وينشد ويكتب شعراً،
المبدعون مأمورون ، المبدعون رسل للمعرفة في عصورهم وحسب المراحل التي قطعوا ،،
بيدهم البوصلة ، حتى انهم مسؤولون قبل السياسيين ، فلعلهم من جنس خاص وجودي ،في طينته ومركباته ،
ادقُّ شعورا واجدر نفوذاً ،الفنان لايقبل الغش ولايُغرى برشوة وتخاذل ،لانه مع الكون والكوني يملك حصانات و ارادات قوية وصلبة ، اعطني فناناً خان امته ووطنه ، اذا ماكان اول المضحين او الشهداء دافعاً عنها الشر والاذى ومدافعا يجود بالغالي والرخيص ،
ولكي لا تاخذني ادراكات الفكر ، اعود على حسن نعيم في لوحته ،الصاهلة
ذات الشموس العلا ،مقبلةً واعدةً
المفردات باختيارها ، توحي انّ هناك معادلاً استبدالياً واضحاً ، تقول ابدلوا خمولكم بالنشاط ،وجمودكم بالحركة ، وانتكاستكم قد ، بالنجاح الآت،
فلعله يبثُّ فيكم روح البِشْر وامكان الطموح ،. الفنان حسن تحرى وقتنا وبات مبشراً يرسم خطى المرحلة القادمة ، فلعله يشعر انه الربوبيُّ اولاً قبل الاخرين ،
وانه المنظر للنقص والحاجة ، وانه السادُّ بالعوض المبتدع مانعانيه ،
هكذا نرى ان اللوحة اشرفت على وعينا واستشرفت باخبار من المخفي المستتر قد ، تقول انهضوا ولاتيأسوا ، فهي لنا للعرب ، سيسقط من يرى نفسه الان متعالياً متغطرساً مغروراً بادواته ،، ليرى نفسه وامكاناته انه معتدٍ حتماً ،
قريب ويمسك ابن الارض الزمام،
هذا جواده الجامح صعوداً باتجاه الحرية
تدفعه قراءات متراكمة ابتكرتها الاحداث والحوادث ،،ستنجلي غيمات الوهن حتماً،
هذا ماتطرحه لوحة التشكيلي د حسن نعيم ،،
ايقاعها مترابط ، رغم اسودها وابيضها ورماديها ، شاءت ان تنزل بطبيعتها ،
اريد الحقيقة في ذاتها
بغير الطبيعة لم تطبعِ
( الجواهري)
ا٠حميد العنبر الخويلدي
،،،،،،،،،،،،، نقد اعتباري ،،،،،،،،،،،،،،