غرق
منذ أن أقتطع الكوسج
كما نسمي سمكة القرش
هنا في البصرة
ساق أحد الأولاد
منعتني أمي
من السباحة حتى في الترع
أو الإقتراب من نهر الخورة
بيد أني كثيرا
ما كنت أغافلها
وكنت أقول
يأكلني الكوسج
أو أغرق
أفضل من أن يقول عني أصحابي؛
أنت ولد خواف
وكانت حين تعرف ذلك
من ملابسي المطينة
أو رأسي المبلل
تتناوشني بمكنسة الخوص
تضربني وتبكي
تضربني
وتبكي
فيا لحب الأمهات
تتبعه بسيل سباب
مطوحة بسابع جد
من أجدادي.
أمي التي كانت تخاف علي
من الغرق في الأنهار والترع
لم تكن تعرف
أن ولدها الشقي
سيكبر
ذات يوم
فيغرق وهو في عقده الخامس
في عينيك حبيبتي