وكتب مقدمة المجموعة الشاعر الأردني توفيق ابو خميس بقراءة نقدية فكك اضلاع الصور الملتقطة في نصوص الشاعر ودل القارئ على ألوان الالتقاطات التي اختيرت لرسم مشهدية الهايكو
وبين ابو خميس " لا أبالغ في قولي بأن نصوص هذه المجموعة قد أخذت جميعها ذات القدر من المساواة بقوة وجمال تركيبها اللفظي وتناغم موسيقاها الداخلية وتنوعت ألتقاطات الشاعر البصرية وأحاسيسه من هنا وهناك ... منها ما عني بالوطن والمشاعر الفياضة بمحبته ومنها ما هو إنساني .. وكان للمرأة الحظ الأوفر كما سنلمس من قراءة نصوص هذا الديوان للشاعر فهي أيقونة المحبة كما أعتبرها برأيي الشخصي وألأكثر شمولا لسمو العاطفة الإنسانية.
واعطى أبو خميس في مقدمة القراءة نبذة مختصرة عن ما هية الهايكو كجنس أدبي حديث في العراق والوطن العربي"الهايكو .. هذه التجربة الشعرية المهمة الآتية من الشرق الأقصى وتحديدا من يابان القرن السابع عشر، والتي تتميز بخصائص مضبوطة ينبغي عدم تجاوزها، وجدت لها صدىً وحضوراً متزايداً بين عدد من الشعراء العرب.
ويتكون شعر الهايكو من بيت واحد يتشكل من مطلع وانتهاء بقفلة ، وينطوي على معنى عميق، موجز ، مكثف ... يتأسس على سبعة عشر مقطعا صوتيا، تتوزع جمله الشعرية على ثلاثة أسطر:
خمسة مقاطع
سبعة مقاطع
خمسة مقاطع
مع حرص الشاعر التام على التكثيف، والإيجاز اللغوي والآنية والتنحي ..
استطاعت قصيدة الهايكو أن تخطّ عالمها على إستقراء المشهديات المرئية، وبخاصّة الطبيعة. وهذا النّوع من القصائد المكثفة والمقتضبة يمكن أن يستحضر لنا تلقائيا مقولة الصّوفي " ابن عبد الجبّار النّفري" والتي مفادها:" كلّما اتّسعت الرؤيا ضاقت العبارة"؛ فالهايكو قصيدة شعريّة قصيرة تختزل لنا رؤية الشّاعر دون إقحام ذاته الشّاعرة، بسيطة البناء، تبدو في ظاهرها سهلة المنال في حين أنّ "الهايكو" نص مضغوط قد يبدو للوهلة الأولى كلمعة برق خاطفة أو مجرّد ذرة حبر باهتة أو زخّة مطر شفيفة، لكنّه سرعان ما يتفتّق بفعل القراءة المتأنّيّة المتأمّلة عن كون شعري لا متناهٍ في مشهديّته... تماما لتشكّلات دوائر مائيّة متماوجة عن رمي حصاة على صفحة بركة هادئة عميقة، ومن ثمّ يمارس النّص استفزازه للقارئ، ممّا يجعله يستحضر طاقاته وهمّته لمشاكسة النّص قراءة وإنتاجا.
الجدير بالذكر ان الهايكست القيسي هو مؤسس لمنتدى نبض الهايكو ومنتدى مختبر الهايكو يعد من رواد هذا الجنس الادبي ومعلم ومنظر له في العراق والعالم العربي له عدة مقالات منشورة في الصحف، وأصدر مؤخرا أول مجلة متخصصة في الهايكو في العراق.