(( حديثُ النظرات ))
إذا نطقتْ العيونُ ستُجيبكَ عن جميعِ ملابساتِ الأسئلة
وحينما تبتسم تُعلنُ إنتصارها
تتناسلُ النظراتُ لتستوعبَ جلّ الأزمنةِ في لحظاتٍ
وعندما تحزن ...
بغيثها تغتسلُ بعيداً عن شرارِ الأعينِ
النظرةُ كفيلةٌ بردِ الإعتبارِ للأملِ الضال
يوماً حاورتُ النظراتِ بحذاقةِ خبيرٍ
حوارُ النظراتِ كانَ الأكثرُ عمقاً
إياكمْ و صراخُ العيونِ فإنّ سهامها ثاقبة
ريشةُ الأحداقِ من عصرِالنشوءِ
ترسمُ لوحتها كيفما تشاء
و أنّى تشاء
الرحلةُ فيها أغنى من ترحالِ ابنِ بطوطة
وأمتعُ من إبحارِ الشهيرِ ماجلان
كمْ إستمتعتُ بالتجوالِ في ربوعِ شواطئها
تُظللني أهدابُها المدببةُ كقصبِ أهوارِ الحويزة
تُبحرُ بي حيثُ نعومةِ المساءِ ورقةِ النسيمِ
تعزفُ أنغامها بعذوبةِ دجلة
نعمْ هيَ القديرةُ على عزفِ الجمالِ
كنايٍ جنوبيٍ ساحرٍ
وقدْ تعزفُ سيمفونيةَ الحربِ القادمة
كما وتزأرُ إذا مسّها الظيمُ
وللأسفِ فقد كثُرَ زئيرها حتى إستباحَ المشهدَ
بلْ باتَ كالنشيدِ الوطني
رمزاً سائداً لنساءِ بلادي
... جَنان السعدي ...