يبدو المشهد خال من دروب الحياة ،والسكون يعم المكان ،صمت موحش ،ينذر بهبوب عاصفة هوجاء ،
ملامح المدينة خاضعة لاوامر الخوف والترقب من المجهول ،والاصوات خامدة في غمد الحناجر ،ما لهذه الاجساد العارية ،تماثيل انصب عليها العذاب ،رباه اني خائف ،لا احد غيري ، ،وسياط الخوف يضرب كل المرافق ،اخذتني الأسئلة ،تفتش عن الجواب ،ما لهذه المدينة موحشة بالغربة والخراب ، واصوات السياط تقع على مسامعي ،اين اهرب واي اتجاه اتوسل ،قدماي لا تحملني ، اتصور الاشباح المنسلخة من اجساد التماثيل توشوش في ذهني تحاول ان تلتهمني ، افواه جائعة ، ساصرخ لا ،اخاف ان تضج عليه زبابير الارض ،ولربما وحوش من خلف البنايات ،الابواب مقفلة ، النوافذ مغلقة ،افواه التماثيل المنتشرة تطاردني ، تصرخ خلفي وانا هارب باتجاه الجحيم ،وحافة الموت تنتظرني ، كالمجنون ارتعش واهذي ،
رباه الى اين المفر ،والمدينة تلبس رداء الحزن والوجع ، لااحد غيري بين القبور المشوهة ،وانقاض الهاربين جاثمة ،وعتمة الخوف موجودة ، واردية البشر مخلوعة ، والدخان يتصاعد ورئتي مثقوبة ،
جثمت خلف السور ،احتضن بذراعي صخرة صماء ، تحاول الافلات منى ،امد بصري يمينا وشمالا ،بعد ان انشلت قدماي ،وتوقف لساني ،وتيبست حنجرتي ،
فجأة بدأت التماثيل ،تأخذ الوانها ،وتردتي ثيابها ،وتتحرك شيئا فشئ ، وكأن الحياة تعود من جديد ، بزغت انامل الشمس تعبد الطريق وسطوح المباني ،وخضرة الاشجار ،والريح تداعب الاغصان واصوات الطيور ،وانا جاثم خائف ،اتابع ما يحدث ويدور ، اعطيت لنفسي الحركة وابعاد الشلل عن جسدي ،احسست اني اتنفس ،عادت لى الحياة ،جلت باقدامي عبور الشارع ،والابتسامات مرأة وجهي ، اتسعت رقعة الارض ، امي ابي من بعيد ،اقدام المارة ،وازدحام الشارع ، وانا اتجه نحو قرص المدينة ، التمس الدفء على الرصيف ومكانتي والوجوه التى ضيعها الزمن منتصبة ، تواجه الحياة بمثلي ،وانا اصرخ بأعلى صوتي ،
حاجة بالف ، حاجة بالف