(1)
فِي المَدَى المُوْحِشِ نَقَلتُ الحُجُولْ
وَتَمَلّيتُ نُجُومي فانزَوتْ
في بَرَارِي الخَوْفِ لا نايٌ
يُرى أو نشيدٌ يَمْتَري شَوْكَ المَسافَة
هذهِ الأَحرفُ بَعضٌ مِنْ حُشَاشِ الرُّوْحِ
تَرْتَجُّ بِثَوبي
وَأَنَا أَسْفِكُ في بَريّةِ الوَجْدِ الخُرافَة
كُلُّ ما عِنديَ هذا الدَمْعُ ....
والدمعُ انْطَفَأ
فَابْرَئي مِمّا وَرِثْنا قَبْلَ أنْ يَأتي المَغُولْ
(2)
رُبَّما نَعْلِكُ ثَدْيَ الماسِ في الكَأْسِ
الأَخِيرة
رُبَّما نَبْكِي عَلَى حُلمٍ تَبَدَّى
بَيْنَ أَجْرَاسِ المَقادِيرِ وَمِرآةِ
القِيامَة
ثُمَّ ماذا ... ! بَعْدَ أن يَصْحُو المُغَنُّونَ
(ونَمْضِي حُقُباً ) نَلْتَفُّ في بَرْدِ
الزَّوَايا
كخُماشاتِ الشَفقْ
هذه الشَوْكةُ تابوتٌ تَدَلّى
مِنْ ضَميرِ الحَجَرِ الأسودِ هَمْساً
كيفَ أَخْفَى ما تَبَّقى في ضُلُوعي مِنْ رَمَقْ
رُبَّما أَمْعَنتُ ظَمآنَ وتَحْتِي فَرَسُ
الخِضْرِ ...
ورَأْسِي صَوْلَجَانْ
رُبَّما أَدرجُ كالحاطِب ( في وادٍ غَيْرِ ذَي زَرْعٍ ) نَجِّياً
وَتَمَنَّيتُ ... تَمَنَّيتُ
سَفِيْنِي كَوْكَباً مِنْ أقْحِوان
وَرَأَيْتُ البَحْرَ دُوني قَلِقاً
وَبَقَايا جَسَدي لصْقَ الغَمَامة
وَالفُتُوحاتِ ...( الفُتُوحاتِ ... زَماآآآآن ) ... !
رُبَّما الكأْسُ التي نَمْضَغُها
هِيَ ذاتُ الكأسِ عَزْفُ الأَبْجَديّة
طَفِقتْ بالخَنْجرِ المَسْمومِ .... يَعْوي
ثُمَّ صَارَتْ لبَنِي قابيلَ في الدُّنيا
عَلامَة
(3)
يا ... يا ... يا ... تَعالَيْ
نَحْتَسِي الدَّيْجُورَ حَتّى يَمَّحِي
وَنَلُمُّ الآهَ عَنْ ثَغْرِ الأبدْ
كُلُّ مَنْ جاؤوكَ لا بُشْرى لَهُمْ
كُلُّ مَنَ يَرْحَلُ باعَ ( العِزّةَ القَعْساءَ ) في
سُوْقِ البَلدْ
لَيْتَني أَقْذِفُ ما ظلَّ مِنْ الرُّوحِ عَلى
هذه الرحى
وَأهُزُّ اللوحَ في شَوْبِ الجَحيم
وأُسوّي مِنْ ضُلوعي أيْكةً
تَبْتَلُّ في عُتمِ المُنى
فَلياليَّ أانطوى في شَدْقِها
رَجْعُ النَعيمْ
يا لهذي الثَورةِ الخَرساءِ تَصطكُّ بِصدْري
هَلْ أشُقُّ الصَّدْرَ كيْ أَبلُغَ مُوْماتي
وَخَيْلي سابحِاتٌ في فَراديسِ
الكِياَسة ... !
ذَرْذَرتني اللُّغةُ الصَفْراءُ حتّى دَحْرَجوا
فَوقي الحَجرْ
وَدَعَتْني أَنْ أُصَلّي بِضَحايايَ وَضِيئاً
وَيدي تَغْرِفُ مِنْ طَمْي السِياسة
(4)
لا أَقولُ الآنَ هذا دَفترُ الأُلفَةِ مَذْبوحٌ
عَلى رَفِّ سِنيني
وَالمُغيرونَ يدُقُّونَ الوَتَر
هذه الشَوْكُة رَدَّتْني إلى سَرْجِ أَبي
وَطَناً في جُؤْجُؤِ الطيرِ المُدَمَّى
رايتي كِسرُة خُبرٍ ... وَمَحَطَّاتي سَفْر .... !
أَينَ أَشيَاعي .... ؟
وَنَجْمي غَابَ في جُبٍّ عَميقْ
ها هوَ الشاعِرُ يَرفو ظلَّهُ النافِرَ
حتّى لا يُرَى
أ أ .... خَيْطاً مِنْ شُوَاظِ النارِ يُتلى وَيَلُوحْ .... !
ها هوَ الساكِنُ في أُرْجُوحَةِ الشَرقِ ...
تَجَلَّى
شَجَراً يَشْهَقُ مِنْ غَمْرِ الحَرِيقْ
(5)
هَلْ يَعُودُ السَّهْمُ للقْوسِ التي .... !
وَيَرُدُّ الماءُ للجَرَّةِ لَمّا عافَ ناعورَ
الخُتُوم .... ؟!
إنَّني أَلْمَحُ قُدَّامي سَر ... يرَ المَذْبحة
وَمَرَاثي المُدُنِ الثَكْلى نَوَافِيرَ من الحُزنِ
وَما منْ ( باسطٍ ) يَكْسِرُ بُوقَ المَقبْرة
أَنتَ لا الأوَّلُ والآخِرُ فَي دَرْجِ
التّمَنّي
أنتَ لا الداخِلُ والخارجُ من كَهْفِ
البُهُوتْ
هذهِ الفِضّةُ والزادُ وَتيجانُ سَبأْ
لَمْ تَعُدْ في سَلّتي إلاّ نَبأْ
أَرْتَدِيها ... مَرّةً تَوْأمَ ظِلّي
مَرّةً .... أَسْمِلُ عَيْنَيْها .... وَأَبْكِي
آهِ .... ما أَحْلَى الجُنُونْ ....
(6)
( قالَ لي اقعدْ في ثَقبِ الأبرة وَلا تَبْرَحْ
وَإن دَخَلَ الخَيْطُ فلا تُمْسِكْه
وَإن خَرَجَ فلا تَمُدَّه وَافرحْ فإنّيْ لا أُحِبُّ إلاّ الفَرْحَان )
" النفري "
(7)
مَرْكبَي رَخْوٌ
وَهذا المَوْجُ يا رَبِّي ضَنِين
لَمْ يَزَلْ ذو النُّونِ في البَحْرِ سَرِيًّا
وَصُراخي لَنْ يَجوزَ اليمَّ أو يَعُبرَ دِهليزَ الأَلمْ
نَحْنُ مُرْتاحونَ ....
فالقَاعُ غَنِيّ ... !
نَلقُطُ اللؤلؤَ والمَرجانَ مِنْ هذا الخِضَمّْ
وَنَدُقُّ الطَّبْلَ لمّا تَرتَقي
بُرجَنا المائِلَ عَنقاءُ الفَصَاحةْ
وَنَزُفُّ البَيْدرَ الضامِرَ للشَمسِ
وهذا الجوعُ لَمْ ( نَبْرَحْ عَليه عاكِفين )
(8)
زَحِزحِ الصْخرةَ عَنْ بابي ....
قَل ... ي ... ي ... لاً
وَأَنلْ رَأسي فَما أَدْنى القُطُوفْ
إنَّ ما خَطَّأتَ .... أو خَبَّأتَ تاريخُ الوَرَى
وَضَميرُ الكَوْكَبِ الأعْزَلِ ... باقٍ
مِنْ طُفُوفٍ ........... لِطُفُوفْ ....!