recent
أخبار ساخنة

صَحِيفَةُ المُتَلَمِّس. ... عبد الامير خليل مراد

صَحِيفَةُ المُتَلَمِّس



‏(1)
كَمْ مرَّ مِنَ الأَزمانْ
‏وَأنا كَصيّادٍ يُبْحِرُ في ‏المَخْطوطاتِ
‏( مَخْطوطاتٍ للحبِّ وأخرى للمَوتِ ) 
‌‏أُحْصِي المُدُنَ الباقيةَ ‏( بابلَ ، دلمونَ ، الحيرةَ ، سومرَ ، 
وَأكدْ ) 
‏وَالمُدنَ الزائلةَ ( نَحْنُ )   
‏وَتاريخَ الأشخاصِ ( مُلُوكاً ، صَعَاليكَ ، غُلاةً ،
‏شُعراء )  
‌‏مِنْ كلكامشَ إلى ‏عَبْدِ الأَمير ....و .... و .... و 
( ‏وَلا تاريخَ إلاّ تاريخُ الأَشخاصِ )
أَتَهَجَّى أَبْراجي بِكآبةٍ 
‏كأَنّني عَلى شَفا حُفرَةٍ مِنْ هذا العالَمْ
‏أقفُ ... !
‏( وَما في المَوْتِ شَكٌ لواقِفٍ ) 
‏أَتَأمّلُ أَنقَاضِي بِبَراءةِ طَرفةَ بنِ العَبْد
‏فَلا أَرَى غيرَ حاطبٍ ‏تَلُوكُه حَوافِرُ
‏العَنْقاء
‏وَرَأْسِي كَمُديةٍ في خاصرةٍ حُبْلى 
( يَتَدلّى ) ‏رَأْسي الخارِجُ مِنْ أبْجَدياتِ الشرقِ
( يَتَدلّى ) 
‏كَقِشَّةٍ ‏على ساريةِ القَلْعَة
‏‏(2)
مَنْ يَملأُ كُوزي بِعَناقيدِ الَّلذَّة 
‏وَتلكَ دُفُوفي الأَزَليةُ تَتقافَزُ 
‏كَقِطِ يَهْتفُ ....
‌‏يَهْتفُ في دَهْشَةٍ وَقَداسة 
‏وَلا أَحدَ في مَقاهِي الحِكْمة
‏آهِ الحكْمةُ يا ابنَ أبي
‏تُجرّرني لِدروبٍ لَمْ أألفْها
‏وَبِعودي الشقيِّ تَتَأرْجَحُ كمَزاميرِ الحَوْأب 
‏حَتّى تَعْصِرَ ما تَبَقَّى مِنْ أَوْصَالي 
‏بِسوْطٍ يَشْهَقُ مِنْ رِئةِ المُتَنَبِّي
( صَحِبَ الناسُ قَبْلَنا ذا الزَّمَانا
                            وَعَناهُم مِن شَأْنِهِ ما عَنَانا
وَتَوَلَّوا بِغُصَّةٍ كُلُّهُم مِنــهُ 
                            وَإِن سَرَّ بَعضَهُم أَحيانًا )
‏وَخُطايَ لمَراثي مَنْ لا أعرِفُ عَنْهم
‏غيرَ خَواتيمِ البَركَةْ
‏وَسأحفُرُ يا أَيُّها القُرَويونَ بَعْضَ جُنوني بالوَمضِ 
( ‏الوَمضِ الطالعِ مِنْ البَسْملةِ
‏وَقوادِمِ الأبد )
‏لَعَلّي أَجدُ مُضْغَةً مِنْ عَسَلِ الحَرْفِ عَلى أَعَتابِ الجَنَّةِ
‏أَوْ قَطْرةَ ضَوءٍ عِنْدَ مَساقِطِ
‏القَمَرِ الأَسْوَدْ
‏(3)
‏( يا عبدُ إذا قمتَ إلى الصَلاةِ 
‏فاجْعَلْ كلَّ شَيءٍ تَحْتَ قَدَميك
‏يا عبدُ لا ‏تُنْفِقْني ‏عَلَى شَيْءٍ فما الشَيءُ بِعوَضٍ مِنّي )
‏ " النفري "
‏‏(4)
سَأَمْحُو صَدَأَ الوَقْتِ بذاكرةٍ حُبْلى 
‏وَأَمْحُو وَشْمَ الذاكِرةِ ‏بِدُمُوعِ الخَنْساء
‏حَتَّى أَبْلُوَ من أَنْبَأني بِغِيابي في الجُبِّ ....
‏أَبْلُو أَحْفَادي ‏النَزِقِين مِنْ نَسْلِ ( العَبْدِ )
‏صَلاحِ الدين أَوْ نَسْل ابن ( ال ...... ) 
( ‏بِشيء مِنْ الخَوْفِ والجُوْعِ ونَقْصٍ من الأموالِ
وَالأَنفسِ وَالثَمَراتِ )
‏حَتَّى يَنْدَلِقَ على شَفَتي الذابلةِ ‏جُوديُّ الكَلمِات
‏الكَلماتِ الطافِحَةِ مِنْ تَنُّورِ القَلْبِ
‏لأَرَاها جَاثِيَةً كالآجُرَّةِ عَلى جدِارِ المَعْبَدْ
‏وَهِيَ تَصْهلُ بِحَرارةٍ ... تَصْهلُ كَحِصانٍ أَبِلَقَ 
‏في نَواعيرِ الأَبَدّية
‏(5)
‏طُوْبى للطَّمي الأحمَرِ .... ‏حِينَ يَصيرُ نَياشينَ
‏عَلى حُبابِ الكأسِ المُرّةِ 
‏طُوبى للأزمنةِ المَجْنونةِ بالزَّعيقِ
‏وَرسائلِ الموتِ المؤجَلَّة 
‏طُوْبى للمُدُنِ الغافيةِ عَلى سَجاجيدِ اللَّعَنةِ
‏وَهِي تُثْرثِرُ كالسَّاعاتِ العاطِلةِ
‏طُوْبى لفَمِ الشاعِرِ يَسِيلُ لسانُهُ
‏قَصائِدَ لا َيِبْلُغُها إلاّ العَرَّافُونَ 
‏طُوبى لي .... ‏ولكَ ..... وللمَوْتى 
( ‏النَّاسُ نِيَامٌ ، فَإذَا مَاتُوا انْتَبَهُوا )  
‏طُوْبَى لي .... ‏ولكَ ..... وللموتى 
‏إذ نَرِثُ صَناديقَ الفُوضى 
‏وَعِظامَ الفِرْدَوسِ الأَخضرِ
‏(6)
‏‏سَأُدَثّرُ جَسَدي الناحِلَ بالجَمْرِ
‏وَأَغْفُو مِلءَ جِفُوني
‏تَقْرضُني الأيامُ واللّيالي كأفعًى 
‏يَخْطَفُها الخُلودُ
‏ها ‏أنذا ‏كالمِنْجَلِ ‏أَتَلَوّى في يَمينِ الزارعِ 
‏وَعُرُوقي الوَضيئةُ قِشٌ في طُوفانْ 
‏لا أُنذِرُكُمْ ( بعذابٍ واقعْ )
فَـ ( سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي ) مِنْ عَرَقِ المُعَلَّقاتِ 
‏ ‏وَالبُكَاءِ على وَشْمِ الأَطلالِ 
‏وَما مِنْ وَشَلٍ يا صَدِيقِي ‏في كوزِ الرِّحْلةِ
يُنْقِذُنا ......
‏فَكِلانا غَريمانِ في لُجَجِ الخَوْفِ 
غَريمانِ ..... وَالمعبرُ صَحْراء
في صَحْراء
‏(7)
‏آنَ لي يا هذا أنْ أكسرَ مِرْآتي 
‏كَيْ أَخرجَ مِنْ حَبائلي كَطيرٍ 
‏( أَبَقَ الى الفُلكِ المَشْحُون ) 
‏لأَفُوزَ بما يَصِلُ ‏الحَطّابَ مِنْ عَطايا
‏المُتَلمِّس 
‏وَأرثي قُفَّازَ الأَرقامْ
‏في اليومِ السابع مِنْ هذا الشَهْرِ أمسيةٌ للشِعرِ 
‏وَطَبْعاً - في الأسبوعِ القادمِ أمسيةٌ للنَقدْ 
ها ... ها .... ها ..... ها .... ! 
‏وَراتِبُكَ الشَهْريُّ وَفيرٌ جِدّاً .... كالبَيْدرِ
‏في حَضْيرَةِ نَيْسان
‏عشرة .... عشرونَ ..... ثلاثونَ ....و .... و .... و 
‏دينارٌ يَتْبعُ دينارْ
‏وهذا قُرْصُ النَومِ لدى العطّارْ
‏في اليومِ الأولِ نُطْعَمُ من زَبَدِ الجنّةِ 
‏في اليومِ الثاني لا نَدْري كَمْ طِفْلٍ يَأوي ‏دونَ رَغيفٍ
‏والأطفالُ كَثيرٌ ببِلادي
كَسرَابيلِ الأذْرعِ في حَوماتِ الآجالْ 
‏في اليومِ الثالثِ نُخْبَ الأَحلامْ
‏في اليومِ الرابعِ .....
                 والخامسِ ......
                                   والسادسِ .... 
‏في اليومِ السابعِ نَلوكُ الكربَ 
‏وَنُصَفِّقُ في الحارةِ كَالأيتامْ
‏(8)
‌‏عَيْنايَ تَطُلاّنِ من السَقْفِ
‏كَغَريقٍ يَشْهقُ من حَدائقِ الوَحْشة
‏وَعصا غَضَبي قُدّامي
‏فأرى كَفّي يَقْطعُ كفّي
‏وَحُجُولي صِلْصالاً يفلتُ مِنْ بُركان
‏وَرماديَ ‏حَلاّجاً آخرَ يَمْتشِقُ الحَرفَ
‏وَيَذْري ‏ما ظلَّ منْ العُمرِ ‏عَلى عُرْجُونِ البصْرةِ
أو كُوفان
‏(9)
‏قالَ : - ( ‏ابنِ لي صَرْحاً )  
أعلو فيهِ عَلى الناسِ 
‏وأكَلّمُ مَنْ يأتي لتحيّاتي مِنْ خَلْفِ حِجاب
‏قُلت :- ( الحرفُ حِجابٌ والحِجابُ حَرْفٌ )
‏وَتلكَ صُروُحكَ ‏أيُّها ( ال ..... ) مَبنّياتٌ بعِظامي 
‏وَأَنا كَطائرٍ في أَرضِ الله
‏أَتدّبرُ قبلَ الإقامةِ على حَصيرةِ المَعرّي  
‏قِصّةَ مُوسى وَالخِضْر
‏وَأُعاقِرُ في حُمَيَّا اليمِّ غُبارَ العَنْقاء 
‏وَأَطْمَئِنُّ كَثيراً؛ لأنَّ الأَرضَ التي نُعَمِّرُها 
‏وَنُشَيّدُ فيها للمْوتِ قِلاعاً .... ‏وَقِلاعاً أخرى ....!
‏إنَّ حَرْفَ الألفِ الواقِفِ يَسْكُنُني
‏كَناي الأُلفةِ بينَ الناسْ
google-playkhamsatmostaqltradent