بقلم / رجب الشيخ
قبل الخوض في مجريات الدراسة النقدية لابد أن نمر بشكل عام على الأحداث التي وضعتها الكاتبة ( خولة محمد فاضل ) وعن قصة طالبة بعمر الورد اغتصبها احد الارهابيين في فترة التسعينيات من القرن الماضي ، وشكلت لديها عقدة نفسية أثرت على سير حياتها لولا تلك المرأة العجوز التي أعطت لها بارقة أمل
وتستمر الأحداث اليومية ...
ولكي لانفسد لذة القراءة للمتلقي ... تركنا أحداث القصة وبدأنا في عملية النقد التحليلي للرواية ضمن أكاديمية النقد الشامل ...
السرد او الحكاية هي من مكونات المنظومة التكوينية لطرح موضوعات ضمن أنساق الفهم الصحيح للوصول الى الجيد في وضع النقاط المهمة لتطوير مهامها الأدبية والقصصية والوصول الى الجيد في وضع النقاط المهمة لتطوير الغايات الأسلوبية لبناء النظم والانساق والتي تمثل وجهة نظر كاتبها فقط و ما يخص تأثير العملية الديناميكية في تطوير حركة الأحداث الخيالية وزجها في قوالب الرواية ، غاية من الابداع البلاغي شرط الحفاظ على وحدة الموضوع والعمل التطويري في التشكيلات الصورية المعتمدة على تلك المعلومات القيمة التي تتناسب مع تطوير الدراماتيكي ،
ناهيك عن جزالة اللفظ ورص الجملة الحكائية المتناسقة من حيث التركيبة اللغوية والبلاغية إضافة إلى الخيال الروحي الذي يتصل بها لتكوين القالب الأكثر وضوحا بشأن النص ...
ضمن فلسفة البعد الانساني العميق والمعالجات التكوينية التي تستند على القيم الحداثوية ...والحرص الكبير لإبراز الطاقات المتجددة وبناء قاعدة تستند على كيفية صياغتها ضمن ادلجة الفهم الصحيح...
التي ترتقي بالجانب الجمالي لصياغة الحدث بصورة ربما أكثر وعيا للموضوعية التي تستند عليه ركائز الفكر المتطور إلى حيثيات التناغم الحسي .
هنا سؤال يبادر إلى الذهن كيف استطاعت الكاتبة الناجحة ... ان تكتب تلك الرواية الجميلة ..
ما يلي :_
١_ اعتمدت كاتبة الرواية على خزينها المعرفي في كيفية التركيب اللغوي والبلاغة المرنة والاعتماد على مكامن الحدث والانتقال إلى فضاءات شاسعة من حيث الأسلوبية الرائعة والذي يتجلى في كيفية التعامل المعرفي في خضم هذا الضجيج ...
٢_ الاعتماد على الأصوات المنبعثة في حوارات متكاملة وبناء الصورة الدرامية ، والتفتيش عن سبل تعزيز لقطات تخدم الحركة المدورة للإمساك بالفكرة التي يستخدمها في نقل الحوارات ضمن جدلية المقاربة
٣_ الأسلوب المعرفي في إعطاء الأدوار دون الاقحام الغير مجدي من حشو للاحداث التي تمر ضمن مسار أحداث ترمي إلى رسم المشهد بأسلوب رشيق دون اللجو إلى بعثرة الأفكار لغرض تكريس المبتغى والوصول إلى الحلقات المتكاملة في مزج الجدلية القائمة على التصوير الحسي....
٤_ الاهتمام بالجانب الحكائي المتقن ضمن حركة الأحداث الخيالية وحث المتلقي بالمواصلة إلى قراءة النص، ناهيك عن جزالة اللفظ ورص الجملة القصصية
ان من الوسائل الناجحة لتحسين مستوى الكاتب في الكتابة، هي إلّا مهارة كغيرها من المهارات التي تحتاج إلى تمرين وذلك من خلال الممارسات الكتابية ، فبإمكان الكاتب أن يتدرب على الكتابة من خلال كتابة المدونات و تدوين الرؤى أهمية كبيرة في تطوير حبكة الرواية وتحديد موضوعها وأفكارها الرئيسية، ومن هنا فإنّه من الأفضل أن يكون الروائي ان يتابع الاحداث اليومية ويوثقها بتدوين ربما ينقله من أحداث داخل روايته ....
ان الروائية استطاعت أن تنقل المعاناة النفسية وتلك الارهاصات التي عاشتها ضمن فترة زمنية مؤلمة جدا، واعتمدت على أحداث شبه واقعية أو موضوعية لتطوير الواقع النظري لبعض السلوكيات المسيئة إلى المرأة عن طريق الاغتصاب ...وهو بحد ذاته إهانة للإنسانية ضمن أطر مجتمعية ...كما ورد في مجريات الأحداث المثيرة داخل الرواية ، ومعاناة التي عانتها البطلة ( الدور الرئيسي) وكيفية الوصول إلى قناعات يحكمها المجتمع الإسلامي ضمن تقاليد ،هنا لابد الإشارة بالتعامل الوحشي لذلك الإرهابي الذي عاملها بأنها جارية برغم كل العذابات الجسدية والنفسية، والاكتفاء من رغباته الجنسية بطريقة تدمير النفس البشرية ،
ناهيك عن كافة الحوارات المكتوبة بطريقة شعرية رائعة ترتقي إلى فضاءات شاسعة لتنشيط الحركة الرواية العربية ،
وأخيرا تركت أحداث الرواية للقارئ ان يفتش عن استدراكات آخرى خلف الرؤى التي استطاعت أن تنقل المعاناة التي تعاني فيها المرأة العربية ...
وتكالب الأفكار السلبية لمجتمع له حضارة قديمة ولتحطيم الأفكار الإنسانية إلى شريعة الغاب ....
