#صخب_المدينة_الكاسدة
المدينة الكاسدة
تلك التي ابتلعت الصخب
تصرخ أحياؤها
مع أصوات الكاسيت
تتمايل أرصفتها
مع غناء السُّكارى
ثم تفتح الشوارع أفواهها
لعجلات سيارات مترنحة...
....
سيارات المدينة الكاسدة..
تعرف كيف تراقص الغضب..
كيف تسوِّقُ الكساد !!
كيف تسد الفراغ
تملأ الحُفر بالنشوة
وتجعل المطبات قفزة... !
...
المدينة الكاسدة
ينام الآباء خلف نهارها مع يأس..
ليصرخ الأبناء خلف ظلامها على أمل !!
...
في المدينة الكاسدة..
تنام البنات على مواعيد العراقيب
وتستيقظ على دعوات أفراحهم !
لتبدأ أمهاتهن في طقوس الفك..
بخور مطلوق وحجاب معقود..
بقرة آل عمران حجّت مع النور
صف الصافات وقعت الواقعةُ على الطور
...
هكذا هي المدينة الكاسدة
في النهار
تُـنفَـثُ العُـقدُ تحت صدور البنات
لتنبُت عُقدةٌ في رأسِ ولـد
هكذا أضحى أولاد المدينة
في النهار يفكّون عُقد الكبار
وفي الليل يربطون ألف فتاة
....
هكذا كانوا يُسوِّقون كساد مدينتهم
النهار لمشاكسة التاءات المربوطة
كلما مرّت فتاة
تقفز سيّارة
وكلما مرّت سيارة
تبتلع فتاة حفرة
ثم توسم برقم
...
والليل لفتح تاء امرأة ت
يبدأ إحصاء الأرقام
كلما انحلّت عُقدة
تعقّدت ملايين الحلول
والتفّت ألف ساقية على ساق واحدة
...
هكذا هو صخب المدينة الكاسدة
في النهار
أمهات ترتل آيات الزواج
نيابة عن بناتهن
لترقص البنات في الليل
نيابة عن أمهاتهن
ويصرخ الأولاد
كل ليلة نيابة عن آبائهم
ليتقافز الآباء نهارا
على مطبات أبنائهم !!
مروة آدم حسن
#ليبيا