لفتاة تشبه الملائكة
كلهم يتكررون
و أنت
لمسة الوجود ؛
حتى المرايا التي
تتسرب لوجهك
في لحظة السكون ؛
تتشظى بخجل مجنون
لأنها
لا تفهم شفرة عينيك
و هما تتسربان
لإنعكاسهما
فتورق من المرايا حياة .
أي ظل يستحق إندثارك ؟
و أنت
لا تدعين له مفرا
من لحظة الإلتصاق ؛
جميعنا
نسحب خلف جثثنا
سوادا ثقيلا ،
إلا أنت
فحتى السواد
لبياضك يميل .
يا سدرة القلب
و طفولة الطرقات ؛
يا صباح الفراشات
و قداح الأنوثة ؛
أي معنى يكفي إتساعا
ليفسر أنفاسك ،
و هي تتثاقل
كلما مررت بها عشقا ؟
في الصباح
أجلس كنبتة يتيمة ؛
أراقب السماوات
و أدعو الله
أن تكوني غيمتي وحدي ؛
أشكلك
على هيئة ملاك
لا زالت رائحة الجنة
عالقة بكتفيه ؛
ينظر لي مبتسما
و ينشدني
ترانيم الغيث ،
و يمنحني
يدا
قادرة على البوح ،
و رأسا
يكفي لحجم الدفء .
ليتني
أمتلك القدرة
على تحنيط الكلام ،
ليكون سعيدا دائما .
ليتني
أشطب
كل هذه الفوضى
و أعود منحوتا
كشجرة الفرح .
الحب الذي
لا ينسفنا من سذاجة الأيام ؛
مجرد عطر مقلد
سرعان ما تنطفئ نشوته
مع فقدانه للرغبة .
ما بيننا
حقول من الوجع الجميل ؛
الوجع الذي
بعثرنا
و ترك لنا حرية العودة ؛
و عند اللقاء
كان الهمس
يجمع أجزاءنا
فيمنحها
قصيدة
بلون البكاء ؛
البكاء
المخبوز بجمر الرؤيا ،
و هو يتقاطر على أصواتنا
فيخبرنا
كيف أنه
لا يمتلك سقفا
يستوعب روحينا ؛
أصبحنا
نتمدد
مثل نهر صبور جدا ؛
إختزل كل صحراء الغياب
بحضور
لم يدع
لكل شجيرات الإحتراق
فرصة الأثر .
أنا الآن
أنتظر طوفانا
يقتلع كل هذا الحنين
و يأخذني إليك ؛
يتركنا
عند ربية الخليقة ،
و يستعير
أرضا
تكفي لروحينا .
لا فطام منك ؛
يا ثدي الأمنيات
و سحابة الحب
و رائحة العتاب .
لا مناص
من شغف الأحجيات
إلا بالسؤال ،
و لا إنعتاق من عنق السؤال
إلا بإجابة اللقاء .
نابضان
و القلب ثالثنا
فأي لحن
سنعزف للحياة ؟